كتبت جريدة (العرب) القطرية أن جلالة الملك محمد السادس أطلق . منذ اعتلائه عرش المملكة . مشاريع إصلاحية متعددة بهدف تحقيق تنمية شاملة. معطيا الأولوية لمحاربة الهشاشة الاجتماعية. وقالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم الاثنين بمناسبة زيارة العمل الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك الى قطر . أن محللين ومتتبعين من الداخل والخارج أكدوا أن "العاهل المغربي استطاع بمجهود متواصل إحداث تغييرات عميقة عززت تطور المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي" . مبرزين معالجة جلالته الحكيمة لملف حقوق الإنسان من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة، التي اعتبروها "مبادرة حيوية مكنت المغرب من طي صفحة الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان والمضي قدما نحو مزيد من التقدم السياسي ".
وأكدت "العرب" أن المغرب أضحى يتمتع ب"وضع سياسي مستقر وإطار اقتصادي جالب وجاذب للاستثمارات والشراكات. سواء مع العالم العربي أو الأوروبيين وأمريكا". وذلك بفضل المشاريع البنيوية الكبرى التي أطلقها المغرب خلال العشرية الأخيرة. ومن ضمنها ميناء طنجة -المتوسط ومشاريع الطاقات المتجددة وغيرها من المجالات .
ونقلت الصحيفة عن محللين غربيين قولهم . أن "الشعب المغربي يحق له أن يكون فخورا بالمكاسب الملحوظة التي تحققت تحت قيادة جلالة الملك". مسجلين الالتزام الشخصي والدائم لجلالته لفائدة التنمية بالمملكة . واعتبرت أن وتيرة الانفتاح الذي عرفه المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك العرش "يثلج الصدور ويطمئن على مستقبل المغرب ".
وعددت الجريدة بعض المشاريع الإصلاحية التي أطلقها جلالة الملك . والتي "تركت صدى داخليا وخارجيا طيبا" . ومنها مدونة الأسرة التي ساهمت في الحفاظ على الاستقرار الأسري . إضافة إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . التي تتوخى مساعدة الفئات الاجتماعية الأقل دخلا. ودعم الشباب والعمل التنموي.
ومن جهة أخرى . لاحظت الجريدة أن جلالة الملك "أبان عن قدرة كبيرة على الاستشراف. والتجاوب مع تطلعات المغاربة في سياق ما يعرف بالربيع العربي. عندما طرح في 9 مارس 2011 تعديل الدستور في اتجاه مزيد من الديمقراطية. وتكريس العمل المؤسساتي. والتأكيد على الارتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة. وتعزيز صلاحيات المجلس الدستوري وسيادة القانون والمساواة أمامه. وتقوية آليات تخليق الحياة العامة. وربط ممارسة السلطة والمسؤولية العمومية بالمراقبة والمحاسبة. وإقرار عدالة حقيقية. ومحاربة الفساد والرشوة والزبونية. وإقرار النزاهة والشفافية والوضوح".
وأكدت أن كل هذه المبادرات . ساهمت في "تقوية الاقتصاد الوطني ونمو الاستثمار وإقرار العدالة وإرساء سلم اجتماعي حقيقي".
وفي هذا الصدد . نقلت الصحيفة القطرية عن الخبير القانوني والإداري الفرنسي ميشيل روسي. العميد الفخري لجامعة غرونوبل قوله . أن جلالة الملك "أبان عن واقعية وتبصر بإقراره مراجعة شاملة للمؤسسات. وباقتراحه إصلاحا دستوريا حقق توازنا غير مسبوق بين السلطات". مشيرا إلى أن ما يميز المسار الذي اختاره المغرب وجلالة الملك للإجابة عن معطيات الربيع العربي ? هو إدراك جلالته الحقائق السياسية والمؤسساتية الجديدة".
وذكرت الجريدة بأن الدستور الجديد الذي وافق عليه المغاربة في مطلع يوليو 2011 بالأغلبية "لقي ترحيبا دوليا". ووصفه البعض بأنه " ثورة صامتة أو ناعمة قادها العاهل المغربي بنفسه تفاعلا مع شعبه من أجل مغرب متجدد منسجم مع عصره متمسك بثوابته وهويته الحضارية. وهو الأمر الذي وصفه كثيرون بالنموذج المغربي في الإصلاح".
وفي هذا السياق . استشهدت الجريدة بتصريح لكاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالمغرب العربي راي ماكسويل، الذي أكد أن جلالة الملك محمد السادس "قائد حكيم متبصر عرف كيف يستجيب لتطلعات شعبه ، حتى قبل قدوم الربيع العربي "، مؤكدا أن العديد من الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك استبقت الربيع العربي? كما أن الكثير من المطالب المعبر عنها اليوم من طرف شعوب المنطقة سبق وتمت تلبيتها بالمغرب بفضل الحكمة والقيادة الرشيدة لجلالة الملك".