عرف يوم الثلاثاء 18 من هذا الشهر اطلاق أول شرارة، في قالب وقفة وطنية بجميع كليات الطب بالمغرب، من المخطط النضالي الذي رسمته اللجنة التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب بالمغرب، بعدما أشهروا سيوفهم من أغمادها وكشروا عن أنيابهم بإصدارهم للملف المطلبي الذي يلوح في أشغال كلٍ من وزارتي التعليم العالي ووزارة الصحة استنطاقا للمعانات التي أعيت كاهل الطبيب الخارجي ،حتى بعد تولي الحكومة الملتحية امر هذا البلد وتوعدها باصلاح هذين القطاعين الحساسين الذي توالت عليه الحقب دون أدنى تغيير في صفوف استحقاقات الطلبة الأطباء ،ليهرع وزير التعليم العالي السيد لحسن الداودي إلى طلب لقاء عاجل يناقش فيه اعضاء اللجنة عناصر ملفهم المطلبي المشروع ،ليكون ختامه محض توعدات باصلاحات حقيقة تهم جميع الكليات وحسب خصوصياتها ومكامن تضررها ومعاناتها،الا ان الطلبة اصروا على خوض درب نضال ذي افق تصاعدية ان استمر الحال على محمل التهميش ،تحت اشراف مجالس الطلبة بكل كليات الطب ،حتى يلحظوا باعينهم محل تلك الاصلاحات التي توعد بها الوزير من الواقع المرير الذي يعيشونه. ومن مجال العموم الى الخوصصة، فقد تجمهر طلبة كلية الطب و الصيدلة بفاس ابتداء من الساعة 12:30 ببهو الكلية في عدد يناهز 300 الى 400 طالب حاملين و مرددين لشعارات تنديدية عبرت عن فيض غيظهم عن التكهنات التي تعمدها الوزارتين المعنيتين إبان ملفهم المطلبي الذي تضمن استحقاقات لم يتغير بعضها منذ سنة 1976 كالمحنة عفوا المنحة المستحقة عن الحراسة الليلة و المقدرة ب 110 دراهم في الشهر،ناهيك عن ضعف التحصيل العلمي و التدريبي بالمستشفيات وخصاص المدرجات وتعاقب الليل و النهار على الطلبة الاطباء في المشفى دون ايواء او مأكل ليجدوا انفسهم عرضة للنهب و السرقة غراء خروجهم منه لاشتراء ما يمنع عنهم جوعهم ويسكت امعاءهم (باقي المطالب سبق نشرها في الملف المطلبي).
وردد الطلبة الخارجيون بحضور بعض طلبة السلك الاول شعارات كثيرة ،وجدت لها صدا في نفوسهم لتزيدهم همة في خوض غمار الاضراب و التظاهر حتى بلوغ المراد،من قبيل "كيف ندير انا نقرا و الاكسترن في حقرة" اشارة الى الطبيب الخارجي ،و شعار "واول مطلب يا طلاب ..الكرامة الانسانية ،وثاني مطلب يا جماهير ..المنحة الخارجية" ،وتعبيرا عن فشل الحكومة الحالية تردد على السن الطلبة شعار "الحكومات امشات وجات و الحالة هي هي ..عييتونا بالقرارات و الطبيب الضحية".
هذا و في الاخير خلصت الوقفة الى تحديد واعلان الوقفة المقبلة وتاريخها حسب كرونولوجيا المخطط النضالي الذي خطته اللجنة التنسيقية ،حتى تكون اكثر حشدا و اكثر نفيرا ،مهددة بالاستمرار في النضال حتى تحقيق الحق و لو كره المفسدون.