توفيق بوعشرين، مدير أخبار اليوم واليوم 24، يوزع الدروس يوميا على الصحفيين في موضوع المهنية والموضوعية، ويشكو من كثرة "غير المهنيين"، ومن شدة مهنيته نشر اليوم على موقعه مقالا تحت عنوان "ظهور عيشة قنديشة يلهب مواقع التواصل الاجتماعي". وليست المرة الأولى التي يلجأ فيها بوعشرين إلى الخرافات للرفع من عدد زوار موقعه، من خلال النصب عليهم بالعناوين مثلما نصب على المهاجر صاحب الفيلا. مثل هاته العناوين كنا نقرأها في وقت سابق فيما يسمى الصحف الصفراء، التي تكتب عن البغلة التي وضعت جدعا، وعن الخروف ذي الرأسين، وهي كلها حكايات شبيهة بحكاية "ماما غولة"، لكنها حكايات يتم تداولها بشكل كبير، وهذا ما يبحث عنه الصحفي صاحب الدروس الكبيرة، حيث لم يعد يهمه نوع الموضوع ولكن يهمه جهاز احتساب عدد الزوار، الذي يبحث عنهم بأي وسيلة. لقد جرب بوعشرين كل الوسائل من أجل الوصول إلى القارئ مثلما جرب كل الوسائل من أجل أن يصبح مليارديرا، ورغم ذلك يلعن الصحافة، التي حولته من مشرد بشوارع الرباط يستعير بذلة للسفر إلى صاحب فيلات وسيارات.. لقد جرب كل شيء من أجل أن يصبح شيئا، وركب على العلاقات التي داسها فيما بعد مثل المرحومين عبد اللطيف حسني ولطيفة بوسعدن. لقد ركب بوعشرين كل الموجات من أجل المال والثراء. عندما انطلقت حركة 20 فبراير، ركب موجتها وهو الجبان، الذي لا يمكن أن يكون ثائرا، والهدف هو رفع شعاراتها كي يحقق كما زائدا من المبيعات وقد تحقق له ذلك، قبل أن ينفض يده من الحركة ويرتمي في أحضان بنكيران دون سروال كما يقال في الكلام المغربي الدارج. ولم يكتف ب20 برفع شعارات حركة 20 فبراير، ولكنه استغل "الربيع العربي" ليصبح ناطقا باسم دولة قطر الراعية لهذا الربيع، وهو ما مكنه من تأسيس موقع إلكتروني لم يصرف أي مغربي مثلما صرف هو عليه، حيث تم تقدير مبلغ الانطلاقة بحوالي 200 مليون سنتيم ووصلت مصاريفه في الشهور الأولى إلى 600 مليون سنتيم، ناهيك عن التكوين الذي تلقاه هو وبعض صحفييه ببيروت وأنقرة على حساب مركز عزمي بشارة. وبعد أن تيقظ الناس لألاعيبه لبس جبة الرجل الثوري، وهو الجبان كما يعرفه أهل مكناس، لينتقد المؤسسات لا بغرض النقد ولكن بغرض سلب دريهمات بعض الشباب المتحمس دون وعي نقدي. وعودة إلى العناوين المثيرة التي يقترفها بوعشرين، نذكر أنه عندما كان يشتغل في جريدة الحدث لصاحبها كمال الحلو، رافق هو ومجموعة من الصحفيين عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول في زيارة لإيران، وعندما عاد كتب مقالا تحت عنوان "زراعة الفسق في إيران"، كان هذا هو العنوان، لكن الموضوع يتحدث عن زراعة الفستق.