لابد للمتتبع من أن يقف عند عبارة وردت في بيان توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، ردا على تصريحات حميد شباط، الأمين العام للحزب، وتتعلق بكون مضامن هذا التصريح وتوقيته لم تتم مناقشتها والموافقة عليها في أي مؤسسة تابعة للحزب، بما يعني أن شباط لا يستشير كبار الحزب ورجالات الدولة المنتمين إليه وإلى قيادته، وإنما يتحدث مع الكتيبة المتطلعة للمناصب دون خبرة والتي تدور حوله وتزين له أفعاله وأقواله. فالرجل الذي يتخذ مواقف يورط فيها الحزب دون استشارة القيادة والمؤسسات هو رجل دكتاتوري لأنه يمكن أن يتخذ مواقف أخرى ويتخذ قرارات كارثية دون أن يتمكن أحد من منعه من ذلك.
وقال حجيرة في بيانه "كرئيس للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، ثاني مؤسسة تقريرية بعد المؤتمر العام للحزب، أود أن أعلن أنني سقطت في سوء تقدير لخطورة تصريح الأمين العام على علاقاتنا المتينة والدائمة التي ربطتنا دائما مع الشقيقة موريتانيا، ولمضاعفات تصريح الامين العام لحزب الاستقلال المتعلق بهذا الموضوع، علاقة بمجهودات المملكة المغربية على المستوى الجهوي والقاري والتي كانت دائما تقوم على حسن الجوار والتعاون والتضامن".
بيان حجيرة جاء لوضع قطار حزب الاستقلال في سكته، لأن كتيبة "المغرورين"، التي استقدمها شباط، ليست لها الخبرة السياسية والحنكة والدربة التي تخولها تقديم الاستشارات السليمة لزعيم الحزب بل تقوم ب"تغريقه"، وهي التي ورطته في موقف المشاركة في الحكومة قبل أن ينادي عليه بنكيران، رئيس الحكومة المعين، للمشاركة، وذلك طمعا في الاستوزار.
لقد تبين أن قادة حزب الاستقلال ورجالاته الكبار من بوستة إلى الفاسي إلى حجيرة وغيره غير راضين عن الطريقة التي يدبر بها شباط دواليب الحزب، وهو الذي أوصله إلى هذه المرحلة الكارثية، حيث لم فقد العديد من المواقع التي كانت بحوزته، وفقد الوزارات إرضاء لذاته فضيع قطاعات خدمية مهمة، وهذا ما دفع أيضا عباس الفاسي، الأمين العام السابق لشن هجوم ضده.