يبدو أن الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما أصبح أكثر ضعفا من أي وقت مضى، بعد قرار القضاء اليوم الأربعاء نشر تقرير يكشف الفساد على أعلى مستويات الدولة. وحاول زوما والمقربين منه بالمؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الحاكم) جاهدا، خلال الأيام الأخيرة لمنع نشر هذا التقرير الذي أعدته وسيطة الجمهورية تولي مادونسيلا، قبل أن تغادر منصبها منذ أيام قليلة. ويسلط هذا التقرير الضوء على العلاقة الخاصة التي تربط زوما بعائلة غوبتا الهندية الثرية، خصوصا أن وسائل الاعلام قالت أن تقرير الوسيطة السابقة، يشير إلى تأثير خاص تمارسه العائلة الهندية على الرئيس الجنوب افريقي في ما يرتبط بالتعيينات بالمناصب الكبيرة بما فيها أعضاء الحكومة. وحسب وسائل الاعلام، فإن هذه المعلومات من شأنها أن تقود إلى متابعات قضائية في حق الرئيس زوما، المتورط أصلا في أعمال فساد أخرى.
وعلى مستوى المؤتمر الوطني الافريقي، فإن الانقسامات تزداد حدة بين موالين لزوما وآخرين يريدون الاطاحة برئيس الحزب الحالي.
وحذر الحزب الشيوعي، اليوم من عواقب الأزمة العميقة التي تضرب حزب نيلسون مانديلا. وقال نائب الأمين العام، للحزب الشيوعي، الذي دعى إلى إقالة السيد زوما، أن المؤتمر الوطني الافريقي يجب أن يضع حدا إلى الاحتقان الذي يمزق الحزب. وأضاف المسؤول ذاته أنه كان ضروريا إجراء تغيير في رئاسة الحزب منذ مناظرات الانتخابات البلدية في شهر غشت الماضي، ملمحا إلى الخسارة التي مني بها الحزب خلال هذه الاستحقاقات، خصوصا في المدن الكبرى كبريتوريا وجوهنسبورغ وبورت إيليزابيث ونيلسون مانديلا باي.
وتوقع أن يفقد حزب المؤتمر الوطني الافريقي السلطة في السنوات القادمة، في حالة ما لم يتم أخد قرار لتحسين أوضاع الحزب.