نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح اليوم، خبرا على شكل إشاعة، يبدأ ب " علم لدى سفارة المغرب بفرنسا.." وهي عبارة تدخل مهنيا ضمن الإشاعات ما دام الأمر يتعلق بجلالة الملك الذي قالت الوكالة إنه "أوصي أسرة سعد لمجرد بأن يتولى المحامي إيريك ديبون موريتي الدفاع عن المغني المغربي ويقرر التكفل بأتعاب الدفاع.." المثير في الخبر هو المصدر الذي اعتمدته الوكالة، التي دأبت على نقل الأخبار من مصدرها كبلاغات القصر الملكي في ما يتعلق بكل الاخبار المتعلقة بجلالة الملك والاسرة الملكية الشريفة، ثم أن الظروف التي جاء فيها خبر وكالة المغربي العربي للأنباء يتسم بالخطورة وبحساسية وطنية جد مطلقة، وهو ما يكشف أن الذي نشر الخبر أو أعطى التعليمات بنشره ومن فكر فيه له أهداف مسيئة للمغرب وللسيادة الوطنية..
ففي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود لتهدئة الوضع في الحسيمة وبموازاة التعليمات الملكية الصارمة التي أمر من خلالها جلالته بإجلاء الحقيقة كاملة في حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري، وتطبيق القانون في ذلك، خرج علينا الهاشمي مول لاماب بهذا الخبر المسموم الذي لا يختلف عن إشاعة "طحن مّو"، التي أطلقتها جهة ما لكي يغدو على شكل "هاشتاغ" على مواقع التواصل الاجتماعي لتأجيج الوضع وخلق الفتنة..
وكأني بالوكالة عندما أقدمت على نشر الخبر حول "تولي المحامي إيريك ديبون موريتي الدفاع عن المغني المغربي وقرار الملك التكفل بأتعاب الدفاع"، كانت تستهدف به مواقع إلكترونية لاتخفي عداءها للدولة ورموزها، وهو ما وقع بالفعل حيث وجد الخبر لنفسه متسعا للنشر و"التحليل" و"التأويل" والإتصال بالمحامي الجديد، والهدف من كل ذلك بالطبع هو تأزيم الوضع ليس إلا..
إن مايجري اليوم بوكالة المغرب العربي للأنباء اصبح ينذر بكارثة وطنية، بعد أن أضحت مصدرا للأخبار الكاذبة والإشاعات، في وقت كان يجب على المسؤولين فيها ان يتحروا الحقيقة ويتريثوا قبل نشر سمومهم التي تُعتمد كمصدر رسمي لتنتشر كالنار في الهشيم مخلفة خسائر للوطن لا يمكن تقديرها..
فحتى لو أن الخبر صحيح، وأنه فعلا تم توكيل المحامي اريك ديبون موريتي، للدفاع عن سعد لمجرد، ماكان لوكالة الأنباء المغربية الرسمية أن تبث الخبر وكأنه فتح مبين، في الوقت الذي تعرف فيه قضية محسن فكري انزلاقات كثيرة وسريعة وغير محسوبة.
كما أن السفارة المغربية بباريس، التي قالت وكالة المغرب العربي إنها اعتمدت عليها كمصدر لخبرها، يجب ان تتفرغ إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في معالجة ملفات المواطنين وخدمة القضايا الكبرى للوطن وليس مواكبة قضية جنسية والتهافت على إنقاذ المسمى "لمكرد" المتورط فيها، رغبة في أموال هذا الأخير الذي اضحى دجاجة تبيض ذهبا....