عين صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم الخميس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، 65 سفيرا جديدا بالبعثات الدبلوماسية للمملكة بعدد من العواصم العالمية في أوربا وإفريقيا والأمريكيتين وآسيا وأوقيانوسيا، بالإضافة إلى أربعة سفراء جدد بالإدارة المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. وتدخل هذه التعيينات الجديدة في إطار حركة واسعة تعد الأكبر من نوعها في عهد جلالة الملك والرامية إلى إعطاء دينامية جديدة للدبلوماسية المغربية بهدف صيانة مكتسباتها وضمان استمرار إشعاعها وتطوير أدائها وفق ما تستوجبه المستجدات والتحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ومن اللافت في هذه التعيينات حضور العنصر النسوي بقوة من خلال تعيين 13 سفيرة، في إشارة قوية للمكانة التي أضحت تحتلها المرأة المغربية في العمل الدبلوماسي. ومن بين هؤلاء السفيرات للا جمالة العلوي التي عينت سفيرة لصاحب الجلالة بالولايات المتحدةالأمريكية، كأول امرأة سفيرة للمغرب بهذا البلد.
وتضم اللائحة السيدات لطيفة أخرباش التي عينت سفيرة بالجمهورية التونسية وأمامة عواد التي عينت سفيرة بجمهورية بنما والسعدية العلوي سفيرة بأنغولا ونزهة علوي محمدي سفيرة بجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية وجمهورية جيبوتي وزكية الميداوي سفيرة ببلغاريا وبجمهورية مقدونيا.
ومن ضمن السفراء الجدد تم تعيين 19 سفيرا في عواصم إفريقية ولاسيما في بلدان إفريقيا الناطقة بالإنجليزية، وهو ما يعبر بصدق عن انفتاح المغرب على محيطه الافريقي ويعكس النظرة الاستراتيجية لجلالة الملك الذي لم يتوان منذ توليه العرش عن دعم وترسيخ العلاقات المغربية الإفريقية وجعلها واحدة من المحاور الرئيسية للسياسة الخارجية للمملكة والارتقاء بها إلى مستوى شراكة جنوب - جنوب حقيقية فاعلة ومتضامنة.
وضمت لائحة السفراء الجدد أيضا الحقوقي أحمد حرزني الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي عين سفيرا متجولا، في تكريس للبعد الحقوقي المتنامي على مستوى السياسة العامة للمملكة.
وتضم اللائحة كذلك أسماء جديدة وأطرا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ككريم مدرك الذي عين سفيرا بكومنولت استراليا وجمهورية فانواتو وجمهورية كيريباتي وجمهورية فيجي ونيوزيلندا وبابوا غينياالجديدة وتو فالو.
وتستجيب التعيينات الملكية لسفراء جدد في القارات الخمس للرغبة في تنويع وتوسيع التحالفات الاستراتيجية للمملكة . وهو ما أكده جلالة الملك في خطابه أمام القمة المغربية الخليجية في 20 أبريل الماضي بالرياض عندما شدد جلالته على "حق المملكة في إقامة شراكات استراتيجية" من شأنها أن تخدم مصالحها العليا وتعزز تموقعها في ساحة الأمم.