اعتبر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، خلال استخدامه حق الرد على التصريحات المسيئة للسفير الفنزويلي بالأممالمتحدة ضد المغرب وصحرائه أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة، أن "فنزويلا، التي تعد آخر بلد ديكتاتوري بأمريكا اللاتينية، لا تتوفر على أدنى شرعية تؤهلها لمهاجمة المغرب واسترجاعه للصحراء". وجاء هذا الرد من هلال عقب تصريح لسفير فنزويلا زعم خلاله أن الصحراء "آخر مستعمرة بإفريقيا".
وذكر هلال بأن "المغرب استرجع الصحراء التي كانت خاضعة للاحتلال الاسباني، في وقت كانت فنزويلا تسعى إلى اقتطاع نصف مساحة البلد الجار، غيانا، عبر ادعاء الوحدة الترابية. وهكذا ستصبح فنزويلا بسبب هيمنتها ومطامعها في الموارد الطبيعية لجارها أول بلد محتل في القرن الواحد والعشرين".
وأوضح السفير أن "السكان الصحراويين بالعيون والداخلة والسمارة يعيشون في كل حرية، دون ترهيب أو انتهاك لحقوقهم. وهذه ليست هي الحالة في آخر ديكتاتورية بأمريكا اللاتينية، حيث يتم اختطاف الزعماء السياسيين بفنزويلا وسجنهم وتعذيبهم. أما المتظاهرون الأبرياء فيتم قتلهم بشوارع كاراكاس. فضلا عن تجويع السكان، ليس هناك ما يأكلون، ولا أدوية للعلاج. لحسن الحظ أن السلطات الكولومبية فتحت الحدود من أجل انقاذ سكان هذا البلد الغني بأمريكا اللاتينية، لكي لا يموتوا بسبب الجوع والأمراض"، مشيرا إلى أنه اعتمادا على "المقالات الصحفية اليومية بالجرائد الأمريكية، فإن جودة حياة السكان بالصحراء أفضل ألف مرة من حياة سكان آخر ديكتاتورية بأمريكا اللاتينية".
كما عقب السفير هلال على ما ادعاه السفير الفنزويلي بأنه "ينقل ما يتردد داخل الاتحاد الإفريقي حول قضية الصحراء"، معربا عن الأسف "لكونه لم ينقل صدى الملتمس الموجه إلى القمة الإفريقية بكيغالي، في يوليوز الماضي، من طرف 28 رئيس دولة إفريقية، يطلبون رسميا تعليق عضوية الكيان الوهمي".
وأبرز أن "المجتمع الدولي أخذ علما بمزايدات هذا الكيان، وأن عددا متزايدا من الدول تسحب اعترافاتها تباعا بالجمهورية المزعومة، كما هو حال زامبيا بإفريقيا قبل شهرين، وجمايكا بالكاريبي، تزامنا مع يوم افتتاح قمة عدم الانحياز بجزيرة مارغاريتا، وعما قريب لن يكون هناك أي بلد يعترف بسراب الصحراء".
من جهة أخرى، وردا على ادعاءات فنزويلا حول قضية ممثلي السكان الصحراويين، ذكر السيد هلال بأن "من تتحدث عنهم فنزويلا نصبوا أنفسهم منذ 40 سنة دون أي مسلسل ديموقراطي. وأن الممثلين الحقيقيين والأصليين للسكان الصحراويين تم انتخابهم ديموقراطيا خلال الانتخابات الجهوية التي تمت يوم 4 شتنبر الماضي. لديهم هيئاتهم التنفيذية، ويدبرون بكل حرية شؤون جهاتهم على التوالي".
وأضاف هلال أن "هؤلاء السكان ذاتهم يمارسون حقهم في تقرير المصير مع كل استحقاق انتخابي أو استفتاء، كما سيكون عليه الشأن يوم الجمعة، إذ سيكون لهؤلاء السكان فرصة المشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم غد بالمغرب، ومن خلال أصواتهم، سيختارون ممثليهم بالبرلمان المغربي ويقررون بحرية في مستقبلهم".
وفي معرض رده على أكاذيب سفير فنزويلا حول الوضع بالكركرات، حرص السيد هلال على التوضيح أن "عملية التطهير التي تتم بمنطقة الكركرات بالصحراء المغربية مكنت من تنظيف المنطقة التي تشهد مختلف أنواع التهريب : المخدرات والأسلحة الخفيفة والسيارات والبشر. هذه العملية مكنت المينورسو من استئناف دورياتها الأرضية والجوية في وقت كانت لا تستطيع ذلك لأسباب أمنية".
وخلص إلى أن "حنق سفير فنزويلا بسبب مشكل تطهير الكركرات مفهوم لكونه يأتي من ممثل بلد معروف بكونه حجر الرحى في التجارة الدولية للمخدرات، كما أشارت إلى ذلك عدد من التقارير الإعلامية الدولية (أورونيوز، واشنطن بوست، نيويورك تايمز، سي إن إن .. وغيرها).