أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس بعمالة طنجة- أصيلة، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مركزين مخصصين، لتربية وتكوين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، والتكفل الفردي بالمرضى الذين يعانون من سلوك إدماني. ويؤكد إطلاق هذين المشروعين، اللذين رصدت لها استثمارات بقيمة 17 مليون درهم، مرة أخرى، الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للتفتح والاندماج السوسيو- مهني للأشخاص في وضعية إعاقة، وحماية الشباب من كل انحراف أو خطر مجتمعي، لاسيما أولئك المنحدرين من أسر معوزة.
وستنجز هاتين المنشآتين من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشراكة مع ولاية جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ووكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية للمملكة.
وسيمنح المركز التربوي للتأهيل السمعي، أول بنية للتربية والتكوين مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بالمغرب، والذي سينجز بحي بني مكادة، الأشخاص المستفيدين، فضاء ملائما للاستقبال يحفز تفتحهم واندماجهم السوسيو- مهني.
وسيمكن هذا المشروع غير المسبوق، الذي يشكل جزء من البرامج الاجتماعية والتضامنية التي تشرف عليها المؤسسة، والتي تتمحور حول دعم القدرات الذاتية للساكنة المستفيدة وتحفيز اندماجها السوسيو- مهني، من التشخيص المبكر للإعاقة السمعية لدى الأطفال، إلى جانب التكفل الطبي بالأطفال المعنيين.
كما سيساهم في التمدرس والتربية المتخصصة لهؤلاء الأطفال (سنتان- 18 سنة)، وتكوين الشباب البالغين في مهن ملائمة ومحدثة لفرص الشغل.
وسيشتمل المركز المزمع إنجازه، والذي سيشيد على قطعة أرضية مساحتها 2823 متر مربع، على قطب طبي يضم قاعات للأطقم السمعية، والفحص، وتقويم النطق، والعلاج بالموسيقى، والعلاجات. كما سيحتوي على قطب بيداغوجي (التعليم ما قبل الأولي، والأولي، والإعدادي، والثانوي)، وقطب للتكوين (ورشات للمعلوميات والأنفوغرافيا، والفصالة والخياطة، والفنون التشكيلية، وإعداد الحلويات، والحلاقة والتجميل)، وقطب إداري، وقاعة للمطالعة/ مكتبة وسائطية، وملعب متعدد الرياضات.
وسينجز هذا المركز الذي رصدت له استثمارات بقيمة 12 مليون درهم، في أجل 24 شهرا. حيث سيتم تسييره في إطار شراكة مع وزارة التربية الوطنية، ووزارة الصحة، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وجمعيات متخصصة.
ويتعلق المشروع الثاني الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك اليوم، بإنجاز مركز لطب الإدمان، الثالث من نوعه المنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى مدينة البوغاز.
ويندرج المركز (5 ملايين درهم)، الذي يعد آلية ناجعة للعلاج والتحسيس والتشخيص والوقاية والمصاحبة النفسية- الاجتماعية، في إطار البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان الذي تنفذه، تطبيقا للتعليمات الملكية السامية، مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية.
ويروم هذا البرنامج الوطني حماية الشباب من استعمال المواد المخدرة، وتحسين جودة التكفل بالمدمنين، لاسيما مستعملي المخدرات، وتيسير الولوج لبنيات التكفل، فضلا عن تشجيع انخراط المجتمع المدني والقطاعات الاجتماعية في محاربة إشكالية الإدمان.
وعلى غرار المراكز المنجزة من طرف المؤسسة بكل من الدارالبيضاء، والرباط، ووجدة، والناظور، ومراكش، وتطوان، وطنجة (حيي بني مكادة وحي الجديد)، سيقوم مركز طب الإدمان المزمع إنجازه بأعمال التحسيس والوقاية من استعمال المواد المخدرة، كما سيضمن التكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص الذين يعانون من السلوك الإدماني، إلى جانب العمل على تشجيع الأسر على الانخراط الفعلي في جهود الوقاية.
كما يهدف المركز إلى إعادة الإدماج الاجتماعي للأشخاص المعنيين، فضلا عن تأطير وتكوين الجمعيات في مجال الحد من أخطار الإدمان.
وسيشتمل مركز طب الإدمان بحي مغوغة، والذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 1500 متر مربع في أجل 18 شهرا، على قطب للمصاحبة الاجتماعية والحد من الأخطار وقطب طبي.
وبهذه المناسبة، ترأس جلالة الملك، أيده الله، مراسم التوقيع على اتفاقية تتعلق بتسيير مراكز طب الإدمان المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمختلف جهات المملكة.
ووقع هذه الاتفاقية كل من السيد الحسن الوردي وزير الصحة، والسيد محمد الأزمي عضو مجلس إدارة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والسيد محمد الصالحي رئيس الجمعية المغربية لتقليص أخطار المخدرات بالمغرب.