ما هو السر وراء كل هذه العناية المركزة للإعلام الجزائري الرسمي بطرد سلطات الرباط لشخصيات أجنبية؟ لماذا خصصت الوكالة الجزائرية الرسمية قصاصات متعددة لحدث بسيط يتعلق بمخالفة هؤلاء لقانون دخول وإقامة الأجانب؟ ما الذي يجمع بين منظمة مسيحيون ضد التعذيب والسلطات الجزائرية؟ وما الذي يجمع بين الطرفين؟ لماذا تم توقيت هذا الفعل في هذا الظرف بالذات؟ لقد عمدت الوكالة الجزائرية إلى الكذب على زبنائها ومن تم على الرأي العام الدولي، حيث تحدثت عن اعتقال ثمانية من أعضاء "التجمع الدولي للمحامين لدعم معتقلي أكديم إيزيك"، مع العلم أن الأمر يتعلق بإقدام سلطات مدينة الرباط على تطبيق القانون المتعلق بدخول وإقامة الأجانب حيث تم إبعاد العناصر المذكور، والفرق شاسع بين الاعتقال والإبعاد.
هناك سلسلة متكاملة في هذه الجريمة التي جسدها هذا التحالف الغريب، الذي يجمع بين السلطات الجزائرية وإعلامها والبوليساريو وما يسمى التجمع الدولي للمحامين لدعم معتقلي أكديم إيزيك، والجمعية المسيحية لمناهضة التعذيب، حيث تم إطلاق فرقعة خاوية في الهواء، إذ منذ بداية مارس أعلن معتقلو مخيم كديم إزيك إضرابا غير حقيقي عن الطعام، حيث أعلن شهود عيان أنه مجرد ذر للرماد في العيون.
وكانت المندوبية العامة للسجون أعلنت في وقت سابق أن هؤلاء يتمتعون بكل ما يتمتع به السجناء في إطار ما ينص على ذلك القانون وفي ظل احترام القوانين الناظمة، غير أن الموضوع الآن تبينت خلفياته، بعد الهجوم الذي شنته المنظمة المسيحية ضد المغرب ومراسلتها لوزير خارجية فرنسا قصد التدخل لإطلاق سراح هؤلاء بحكم أن النعمة الأسفاري يحوز على الجنسية الفرنسية.
كما قام عمدة إيفري سير سان، فيليب بويسو، بدعوة الحكومة المغربية إلى معالجة ملف هؤلاء المعتقلين وإطلاق سراحهم، ولكن هؤلاء لا يستطيع واحد منهم أن يطالب بإطلاق سراح المتورطين في جرائم فردية ناهيك عن أن تكون هناك جرائم جماعية مثل التي ارتكبها مجرمو مخيم كديم إزيك في شوارع العيون حيث تسببوا في مقتل 12 فردا من القوات العمومية بدم بارد.
لقد تبين بكامل الوضوح أن المعنيين بالأمر الذين يمثلون ما يسمى ب"التجمع الدولي للمحامين لدعم معتقلي أكديم إيزيك"، دخلوا التراب الوطني بهدف إثارة الفوضى والمس بالنظام العام، وهم مرتبطون بحركة المسيحيين من أجل مناهضة التعذيب، التي ترأس برامجها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط "هيلين ليغاي"، المعروفة بعدائها للمغرب ووحدته الترابية.
وكانت ذات المنظمة قد اقدمت على العديد من الاعمال والسلوكيات، التي تتناقض مع ما تعلن عنه من دفاع عن حقوق الانسان، وذلك من خلال الاستهداف المتكرر والمجاني والمتواصل ضد المملكة المغربية، من قبيل تقديم شكايات كاذبة بالتعذيب، التي رفعتها في مواجهة مسؤولين أمنيين وعسكريين مغاربة، وهي شكايات تبين انها كاذبة وتهدف إلى المساس بسمعة المغرب وجهوده في محاربة الجريمة والتطرف.