أكدت المفوضية الأوروبية أن المنتدى الدولي حول المساهمات الوطنية في أفق انعقاد أشغال الدورة ال 21 للمؤتمر الدولي للمناخ "كوب 21"، والذي نظم بالرباط، مكن من التقدم بخطوات هامة، مشيرة في ذات الآن إلى أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لمواجهة تحديات التغيرات المناخية. وقالت آنا كايزا إتكونين، الناطقة باسم المفوضية الأوروبية من أجل الطاقة والمناخ، في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المنتدى من المستوى الرفيع الذي انعقد بالرباط مكن من الوقوف على التقدم الهام في ما يتعلق بالمساهمات في الاتفاق الدولي الجديد حول المناخ، والذي سيتم التوقيع عليه خلال المؤتمر الدولي للمناخ الذي سينعقد بباريس في دجنبر المقبل، غير أن ذلك ليس كافيا".
وكان منتدى الرباط قد انعقد بمبادرة من المغرب والمفوضية الأوروبية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة.
وتميز هذا المنتدى بحضور حوالي 200 مشارك يمثلون 40 بلدا، من بينهم وزراء وممثلي حكومات وخبراء جامعيين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وذكرت الناطقة باسم المفوضية أنه لحد الآن، قدم 150 بلدا، منتجا لحوالي 90 في المائة من الانبعاثات العالمية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مساهماتهم الوطنية، مما يمثل نسبة تراجع تصل إلى 3 في المائة، مؤكدة على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل الوصول إلى الهدف المحدد على الصعيد العالمي، والذي يطمح إلى احتواء درجات الحرارة وتقليصها إلى أقل من درجتين.
وأضافت أنه بالرغم من أن الأمر يتعلق بجهود عالمية غير مسبوقة، والتي يجب الإشادة بها، فإن هذه النسبة تبقى بعيدة عن الهدف المحدد.
وقالت "علينا القيام بجهود أكبر والسهر على أن تكون قمة باريس تتويجا لاتفاق طموح سيمكن من خفض انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري لتجنب تغيير مناخي خطير".
وبالنسبة لآنا كايزا إتكونين، فإن اتفاق باريس سيعمل على الخروج برؤية مشتركة للأهداف المتوخاة، وأيضا بإجراءات منسقة على أساس التزامات صارمة من قبل الدول.
وأضافت أن المؤتمر الدولي حول المناخ سيبحث سبل وضع آلية دائمة للتقييم على المستوى الدولي للمبادرات المتخذة والإجراءات الوطنية المصادق عليها من أجل التقليص من الانبعاثات، دون نسيان المصادقة على قواعد صارمة من الشفافية والمساءلة تمكن من ضمان متابعة تنفيذ الالتزامات المتخذة والأهداف المحددة.
وأكدت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية للطاقة والمناخ أن هذه العناصر تمهد لاتفاق جديد سيوضح للعالم أجمع أن الدول تأخذ محاربة التغيرات المناخية على محمل الجد، وتطمح بالفعل إلى إنقاذ الأرض.
وحسب الخبراء، فإن الانبعاثات العالمية للغاز المسبب للاحتباس الحراري ترتفع بنسبة 2,2 في المائة سنويا. وللحفاظ على درجة الحرارة في حدود 2 في المائة من الاحترار (في 2100)، وهو الحد الأدنى الذي يمكن أن يتحمله الإنسان، يوصي خبراء المناخ بتقسيم الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري على ثلاثة في أفق 2050، على أن تصل هذه الانبعاثات إلى مستويات قريبة من الصفر أو تحت الصفر في 2100.