كشفت تجارب أجراها معهد بحثي أميركي أن عقارا تمت الموافقة عليه حديثا نجح بشكل كبير في السيطرة على سرطان الدم، مما يعد بمثابة عهد جديد في علاج المرض لأنه يغني المرضى عن الخضوع للعلاج الكيميائي الذي يتسبب في آثار جانبية عديدة. وأوضح الباحثون بمعهد "دانا فاربر" للسرطان بمدينة بوسطن الأميركية أن عقار "إبروتينيب"ibrutinib" -الذي وافقت على استخدامه هيئة الغذاء والدواء الأميركية مؤخرا- تمكن من مساعدة 95% من المرضى ليبقوا على قيد الحياة لمدة عامين بعد الإصابة بسرطان الدم.
وأشار الباحثون في دراستهم -التي نشروا نتائجها بدورية "مجلة إنجلتراالجديدة للطب" The New England Journal of Medicine اليوم الجمعة- إلى أن هذا العقار يستهدف البروتينات الموجودة بالخلايا السرطانية، ومن ثم يقوم بإضعافها، ويتميز بأنه لا يؤثر على الخلايا السليمة كما يفعل العلاج الكيميائى.
وشملت الدراسة 63 مريضا تلقوا العقار عن طريق الفم مرة واحدة يوميا، ووجد الباحثون أن العقار نجح في السيطرة على خلايا سرطان الدم.
ووفق نتائج الدراسة، يتميز العقار الجديد بأنه يغني مرضى سرطان الدم عن الخضوع للعلاجات الكيميائية التي تسبب أضرارا جانبية واسعة، تشمل تساقط الشعر والشعور بالغثيان والتعب والإمساك، فضلا عن الإسهال وفقدان الشهية ونقص عدد كرات الدم البيضاء والحمراء.
وأشرف على تطوير العقار صندوق أدوية السرطان بالعاصمة البريطانية لندن، وقد كشفت التجارب الأولية أنه فعال جدا في علاج سرطان الدم وخاصة النوعين "اللوكيميا" الليمفاوية، وسرطان خلايا "مانتل".
وتمثلت الآثار الجانبية للعقار في النزيف والرجفان الأذيني في المرضى الذين لديهم تاريخ من عدم انتظام ضربات القلب.
وأكد قائد فريق البحث بمعهد "دانا فاربر" ستيفن تريون أن "نتائج الدراسة تبشر بعهد جديد لعلاج سرطان الدم، وتكشف كيف يمكن أن يؤدي تسلسل الجينوم إلى اكتشاف الطفرات السرطانية التي يمكن أن نستهدفها بالعلاجات الجديدة".
يُذكر أن سرطان الدم واحد من أنواع الأورام الخبيثة التي تصيب ملايين البشر، ويتكون في الأنسجة المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم، ويُطلق عليه أيضا "اللوكيميا". ويبدأ هذا المرض في نخاع العظام، وينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.