أكد سفير المغرب لدى الأردن لحسن عبد الخالق، أن للملكية في المغرب على الدوام دور حاسم في قيادة الإصلاح. وأوضح السفير، الذي استضافه (مركز دراسات الشرق الأوسط) في إطار برنامجه "نحن والعالم"، أن الملكية كانت دائما منفتحة على الإصلاح، مؤكدا أن المؤسسة الملكية هي "دائما بوصلتنا" التي تقوم دوما بدور الحكم والمرجع والتي تعد مؤسسة ضامنة لاستقرار المغرب ووحدته.
وأكد عبد الخالق أن تجربة الإصلاح في المغرب هي تجربة خالصة لأنها ناشئة من خصوصيات المملكة، مبرزا أن عملية الإصلاح متدرجة وتتم بنفس متواصل.
وأضاف أن دستور 2011، الذي يعتبر الكثيرون أنه نموذج لما ينبغي أن يكون في العالم العربي، يعد أكبر تجليات عملية الإصلاح في المغرب، موضحا أن هذا الدستور يعد وثيقة غيرت معالم المشهد السياسي بشكل كبير من خلال اعتماد إصلاحات عززت المبادئ الديمقراطية ورسختها.
وقال إن الإصلاحات في المملكة تراكمية وتتم دائما نحو الأفضل، مبرزا أن من ميزة المغرب أن الدستور كان دائما محل توافق من خلال اعتماد مبدأ الاستشارة.
واستعرض مختلف الإصلاحات التي شهدها المغرب منذ دستور 1962 حين تم اختيار نظام التعددية الحزبية، مضيفا أنه تم إجراء خمس تعديلات على الدستور.
وذكر، في سياق حديثه عن الإصلاحات التي شهدتها المملكة، بتجربة حكومة التناوب سنة 1998، والتي كانت إيذانا بفتح الأبواب مشرعة لتداول السلطة. كما ذكر بإقرار قانون الأحزاب السياسية، وتبني مدونة الأسرة، وتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة لمعالجة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، وتخصيص كوطا للمرأة وللشباب في مجلس النواب، وقانون الجنسية فضلا عن خطوات إصلاحية كبيرة في مجالات عديدة.
وعلى صعيد العلاقات المغربية الأردنية، وصف الدبلوماسي المغربي العلاقات بين البلدين، والقائمة منذ ما لا يقل عن نصف قرن، بأنها استراتيجية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات يؤطرها أزيد من 60 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم للتعاون.
وأبرز أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للمغرب والتي رسخت التواصل المستمر بين قائدي البلدين وتوحيد الرؤى بشأن العديد من القضايا.
وبخصوص السياسة المغربية تجاه المتغيرات في المنطقة، أكد السيد عبد الخالق أن المغرب حريص على وحدة ليبيا، العضو في اتحاد المغرب العربي، وعلى سلامة أراضيها ووحدتها، مشيرا إلى احتضان المملكة للمفاوضات بين الفرقاء الليبيين.
وقال، في هذا الصدد، إن الأممالمتحدة لم تختر المغرب بشكل اعتباطي لاحتضان المفاوضات بين الفرقاء الليبيين.
ولدى حديثه عن تونس، أكد السفير حرص المغرب الدائم على الوقوف إلى جانب تونس والشعب التونسي، كما أكد أن العلاقات بين البلدين جيدة وأن المغرب عبر عن دعمه للمسار الديمقراطي في هذا البلد المغاربي، مذكرا بالزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لتونس وبخطاب جلالته التاريخي أمام المجلس الوطني التأسيسي في مايو الماضي.
وبخصوص العلاقات مع مصر، قال عبد الخالق إن المغرب يؤكد مساندته لخارطة الطريق التي وافق عليها الشعب المصري ويقف دائما مع مصر الشقيقة في مواجهة الإرهاب، كما يؤكد دعمه لاختيارات الشعب المصري.
وللإشارة، فإن (مركز دراسات الشرق الأوسط) يستضيف ضمن برنامج "نحن والعالم" السفراء المعتمدين لدى الأردن، ويدعى له خبراء وسياسيون وأكاديميون أردنيون من مختلف الأطياف والتخصصات.