نوه الرئيس التونسي، محمد منصف المرزوقي بالإصلاحات السياسية والدستورية التي انخرطت فيها المملكة المغربية. مؤكدا أنه على ثقة بأن القيادة السياسية في المغرب "على قدر كبير من الذكاء والحنكة، لتجعل من الإصلاح عملية ناجحة تنقل المغرب إلى مرحلة من التقدم والرقي". وقال في حديث خص به اليوم . وكالة المغرب العربي الأنباء . بقصر قرطاج بالعاصمة التونسية. إن الإصلاحات السياسية أصبحت اليوم ضرورية في العالم العربي لأن الشعوب العربية "لم تعد تقبل الفساد والتسلط". وأضاف أن المغرب من بين البلدان التي "فهمت واستوعبت أهمية القيام بإصلاحات سياسية من أجل تجنيب بلدانها مشاكل الثورات وإراقة الدماء..". وقال إن النظام المغربي "فهم أن خصوصيات المرحلة تقتضي أن يمضي قدما في الإصلاحات". وبعد أن أشار إلى الأوضاع المتدهورة التي تشهدها بعض البلدان العربية وتوقف على الخصوص عند الوضع في سوريا . قال " بقدر ما أتمنى أن تنتهي الأوضاع في سوريا بانتصار قوى التغيير والإصلاح . بقدر ما أتمنى أن يذهب المغرب الشقيق قدما في الإصلاحات" . وإليكم نص الحوار: أعرب الرئيس التونسي. المنصف المرزوقي. عن أمله في أن تكون سنة 2012 سنة المغرب العربي . يتم خلالها إعادة إحياء وتفعيل الاتحاد المغاربي بعد أن تعطل لعدة سنوات. وقال الرئيس المرزوقي. في حديث خص به اليوم . وكالة المغرب العربي الانباء . بتونس العاصمة. بمناسبة زيارته المرتقبة للمغرب . إنه بعد أن ساهم "الربيع العربي" في إعطاء "نفس جديد من الحياة لهذا المشروع، نحن نأمل أن تكون فعلا هذه السنة . سنة الاتحاد المغاربي". وبعد أن أبرز أن موضوع تفعيل المشروع المغاربي سيكون أحد الملفات التي ستتناولها محادثاته مع جلالة الملك محمد السادس وكبار المسؤولين المغاربة خلال زيارته التي تبدأ غدا الأربعاء. أكد أن هذه الزيارة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لتونس " لأننا نعمل لكي تكون هذه هي سنة إعادة اللحمة بين تونس وبين أشقائنا في الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا. من أجل إعادة إحياء هذا الحلم الجبار المتمثل في الاتحاد المغاربي .الذي توقف منذ سنوات". وأعرب الرئيس التونسي عن أمله في أن تستضيف تونس قمة مغاربية "في أقرب الأوقات. يتم التحضير لها على مستوى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد حتى تكون قمة ناجحة وتاريخية". وفي هذا السياق . قال إنه في إطار إحياء الاتحاد المغربي . يأمل أن "يتمتع كل المواطنين المغاربيين ما أسميه بالحريات الخمس . أي حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار والتملك وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية. حيث يوجدون". وأكد أن تونس قررت أن تذهب في هذا الاتجاه في أسرع وقت ممكن . معربا عن أمله في أن يكون ذلك في إطار "قرار جماعي". من جهة أخرى . تحدث الرئيس المنصف المرزوقي عن أهمية التنسيق والتعاون الأمني بين البلدان المغاربية من جهة ودول الساحل والصحراء من جهة أخرى. لمواجهة المخاطر التي تهدد هذه المنطقة. وأضاف أنه أصبح يتضح . أن منطقة الصحراء الكبرى "أصبحت قنطرة وليس حاجز" . مشيرا الى أنه أصبحت أيضا محل "تجاذبات دولية وإقليمية . ربما لكونها تحتضن الكثير من الثروات كالبترول واليورانيوم وغير ذلك . وبالتالي هناك محاولة من بعض الأطراف للسيطرة عليها وجعلها كأنها منطقة لا سلطة فيها". وقال إن ذلك من شأنه أن "يعطي ذريعة لبعض القوى الخارجية . تأتي إلى هذه المنطقة لمحاولة السيطرة عليها . ونحن كبلدان مغاربية أولى بمراقبة حدودنا مع هذه المنطقة بالتنسيق بيننا . لكي تبقى منطقة تواصل بيننا وبين البلدان الافريقية جنوب الصحراء. وحتى تصبح منطقة سلم ورخاء ". واعتبر الرئيس التونسي موضوع التنسيق المغاربي في هذا الاتجاه "قضية إستراتيجية وحيوية بالنسبة لاتحاد المغرب العربي". وعما إذا كان لتونس مشروع محدد لتحقيق هذا الهدف ستعرضه على البلدان المغاربية . قال المرزوقي "سنبحث ذلك عند إعادة إحياء الاتحاد المغاربي . حيث نأمل أن تكون هناك سياسية أمنية ودفاعية وخارجية مشتركة ". معربا عن اعتقاده بأنه " لا شيء يوحد البلدان المغاربية قدر ضمان هذه الحدود الجنوبية لفضائها المغاربي. خاصة وأن الحدود الشمالية مع أوروبا مؤمنة وليس لنا مشاكل بشأنها . لكن حدود المغرب العربي مع منطقة جنوب الصحراء يجب أن تؤمن . ولا يمكن أن تؤمن إلا بتعاون بين بلدان وشعوب هذه المنطقة"