الكتاب الذي ظهر مؤخرا للصحفي عمر بروكسي تحت عنوان " محمد السادس ..إبن صديقنا " سبقت طباعته حملة " دعاية " كبيرة بغية إعطاء أهمية الترقب لما سينشر على ملك المغرب من أسرار لم تكن في علم الأمة المغربية أو الرأي العام الدولي، خاصة أن الأقلام المغربية بعيدة كل البعد عن التأليف بخصوص ما يتعلق بالملك أو القصر حتى لا يسقطوا في متاهات التمويه أو الإفتراء مما يستدعي الإستئذان والتدقيق في المعلومة والسند وليس كما هو الحال للصحفي عمر بروكسي الذي كتب من أجل تلميع إسمه على المستوى الوطني والفرنسي فقال - آجي نكتب على محمد السادس - وكأن الأمر بسيط جدا ولو بالقفز على أسوار القصر للكشف عن المستور أو مايجري ويدور بعيدا عن الأمة.
وأخيرا نزل الكتاب " محمد السادس ... إبن صديقنا " في الأسواق، فمن ياترى موّل هذا الكتاب خاصة في مطابع فرنسا والأسعار تحرق من شدة الغلاء والصحفي بروكسي ليس في استطاعته تمويل طباعة ونشر إنتاجه مع العلم كل شيء واضح ؟ الأهم أن القارئ بدأ يتصفح المكتوب، فهل من قيمة مضافة استفاد منها الجمهور، فهل القارئ في حاجة لتكرار ما يعرفه المغاربة جميعا عن ملكهم وعن الملكية وإمارة المؤمنين وعن صلاحيات الملك، فكان الأجدر أن ينقل الصحفي عمر بروكسي الفصول الدستورية التي تهم إختصاصات الملك وصلاحياته وكفى المؤمنين شر القتال ...
فكل من يقرأ سطرا قد يعرف مباشرة ماذا يأتي في السطر الثاني، لكون كتابة الصحفي عمر بروكسي اعتمدت كثيرا على فعلي " نسخ " و" لصق " وكثير من المقالات المترجمة مع إبداع وتفنن المؤلف لتغليط وتمويه القارئ وإسقاط تهمة النحل والإستعارة خاصة أن أغلب ما تناوله الكتاب هو تجميع لما نشر في الإعلام بجميع مكوناته أي في الصحافة المكتوبة أو المرئية والمسموعة إلى جانب ما نشر إلكترونيا على شبكة الأنترنيت (...)
إذا كان الكتاب نشر على أساس تجاري ومربح فليس هكذا تورد الإبل، فالتصريحات التي أطلقها الصحفي عمر بروكسي كانت أقوى مما تضمنه "المنشور" كما أن استعطافه للكاتب جيل بيرو الذي تفضل لكتابة مقدمة الكتاب لا تعني إلا إضفاء الشرعية على ما كتبه عمر بروكسي لكن كل شيء سقط في الهاوية وتمخض الجبل فولد فأرة .