مكنت المعلومات الدقيقة التي وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك أخطر شبكة للكوكايين، إذ تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، بتنسيق مع نظيرتها بمدينة تطوان مساء الثلاثاء الماضي بناءا على المعلومات المذكورة من توقيف شخصين بمدينة القصرالكبير، يشتبه في ارتباطهما بشبكة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات القوية وذلك في إطار التحريات المتواصلة التي تباشرها المصالح الأمنية على خلفية حجز 226 كيلوغرام من مخدر الكوكايين بمدينة مراكش. وأسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة مع المشتبه بهما، على العثور بحوزتهما على كمية من مخدر الحشيش تزن طنا و 880 كيلوغرام معدة للتهريب، فضلا عن حجز مبالغ مالية مهمة وثلاث سيارات مخصصة لنقل الشحنات المخدرة ومجموعة من الأسلحة البيضاء.
ويأتي توقيف المشتبه بهما في إطار التحريات المتواصلة التي تباشرها المصالح الأمنية على خلفية حجز 226 كيلوغرام من مخدر الكوكايين بمدينة مراكش، وتوقيف ما مجموعه 21 شخصا لهم ارتباط بشبكة إجرامية تنشط في الاتجار الدولي للمخدرات.
وأفضت عملية البحث والتحري التي تقوم بها المصالح المعنية من أجل الوصول إلى كل العناصر المتورطة في هذه الشبكة الدولية لحد الآن إلى توقيف23 عنصرا من مدن مختلفة حيث سيتم تقديمهم فور الانتهاء معهم من التحقيق إلى المحكمة في الوقت القانوني المناسب.
كما همت عمليات الحجز، التي طالت الوسائل المستعملة في هذه الجريمة، يقول المصدر ذاته، شاحنة من نوع ميتسوبيشي مجهزة بوسائل التبريد، وسيارتين من نوع "مرسيديس" وباخرة (بميناء أكادير) ، ومبلغ مالي، وقنينة غاز مسيل للدموع، وعصا كهربائية، وهاتف نقال من النوع الذي يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، ومجموعة من الهواتف النقالة الأخرى بالإضافة إلى دفاتر شيكات.
وفي إطار التصدي لظاهرة الاتجار الدولي في المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود، أوقفت الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية لمطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء، في أقل من ستة أشهر، 74 شخصا متورطين في محاولة تهريب المخدرات القوية التي تم استقدامها من إحدى دول أمريكا الجنوبية في اتجاه القارة الإفريقية وصادرت 260 كلغ من مادة الكوكايين.
وأكدت مصادر أمنية بالمطار أن الاشخاص الموقوفين والذين يحملون جنسيات مختلفة ضبطت بحوزتهم، في 17 عملية تهريب، خلال الفترة الممتدة ما بين 18 مارس الماضي و11 شتنبر الجاري، كمية تقدر في مجملها بنحو 260 كلغ من مختلف أنواع الكوكايين العالية التركيز.
ويعزى نجاح هذه العمليات بالأساس إلى تضافر جهود مختلف مكونات الأجهزة الأمنية وكذا للعمل الاستباقي الذي ينبني على سلسلة من التحريات الأولية التي تقوم على تنقيط الرحلات والركاب والأمتعة قبل وبعد وصول الطائرة من مختلف الوجهات، فضلا عن الاستعانة في ذلك بمختلف الوسائل من قبيل الناسخ الضوئي وفرق الكلاب المدربة وغيرها من التدابير والإجراءات بما فيها التفتيش اليدوي الدقيق.
وحسب متخصصين في مجال محاربة الجريمة المنظمة فإن هذه العمليات النوعية جاءت نتيجة دخول المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على الخط، باعتبار أنها متخصصة في المعلومات الدقيقة وفي الرصد والتتبع.
فبعد ضبط العديد من الخلايا الإرهابية، وتوجيه ضربات دقيقة لمافيا تهريب الأموال ها هي الديستي تتحول إلى فاعل أساسي في محاربة المخدرات، التي يبدو أنها أصبحت تجارة تتم باشتراك شبكات تضم عناصر متعددة.