أشاد رئيسا دولتي مالطا ومونتينيغرو، على التوالي، ماري لويز كوليرو بريكا، و فيليب فويانوفيتش، خلال افتتاح أشغال الاجتماع السنوي ال25 لمنتدى كرانز مونتانا، اليوم الجمعة بالرباط، بالتزام المغرب لصالح التعاون جنوب - جنوب. وأكد رئيسا البلدين، خلال هذا المنتدى الذي ينظم حول موضوع "العلاقات جنوب - جنوب .. من خيار استراتيجي إلى ضرورة ملحة"، على أن المكانة البارزة التي تحظى بها المملكة على الصعيد الدولي تعد ثمرة عملها الدؤوب على دعم التعاون والتضامن بين دول الجنوب.
وفي هذا الاتجاه، أبرزت رئيسة جمهورية مالطا، ماري لويز كوليرو بريكا، أن المغرب أكد غير ما مرة رغبته واستعداده التامين للنهوض بالتنمية والتقدم والتعاون جنوب - جنوب في منطقة تعرف توترات واضطرابات شتى.
وقالت إن هذا المنتدى يمثل فرصة للتأكيد على أهمية التعاون جنوب - جنوب، والتعاون داخل الفضاء المتوسطي، معربة عن أملها في أن تكون مثل هذه التجمعات فرصة للنهوض بالقيم الإنسانية المشتركة، وبالأمن والاستقرار واحترام الكرامة الإنسانية بمختلف بلدان العالم.
وأكدت، في نفس السياق، على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالفئات الهشة والضعيفة في شتى دول المعمور وتجاوز الخلافات الإيديولوجية الضيقة.
ودعت المشاركين في هذا المنتدى الدولي إلى تركيز النقاشات حول سبل إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها عدة دول من دول العالم وفي طليعتها مشاكل الهجرة، واللاجئين والنزاعات المسلحة.
وأكدت أن من حق من يعانون من هذه المشاكل أن ينعموا بمستقبل أساسه الأمن والسلم، "وهو ما لن يتحقق بغير العمل على تغيير العقليات والممارسات".
من جانبه، قال رئيس جمهورية مونتينيغرو، فيليب فويانوفيتش، إن التزام المغرب بقيم الانفتاح والأصالة والتسامح، وانخراطه في مسار التعاون جنوب - جنوب، جعله يحظى بمكانة بارزة لدى دول العالم كبلد للحوار والتعاون.
وأضاف، من ناحية أخرى، أن الموارد المالية والمادية والثروات التي تزخر بها إفريقيا تجعل من التعاون جنوب - جنوب أمرا ممكنا بل وضرورة يجب أن تنخرط فيها وتدعمها باقي دول العالم.
من ناحيتها، أشادت مؤسسة المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات، سيلفانا كوش ميهرين، ب"التعاطي الجدي" للمغرب مع قضايا النهوض بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمرأة المغربية، كما يشهد بذلك الحضور الهام للنساء في البرلمان المغربي وفي مختلف مراكز المسؤولية.
وأبرزت الدور الذي يمكن أن تضطلع به النساء في تطوير التعاون جنوب - جنوب، وتسوية النزاعات في إفريقيا والنهوض بالتعليم والصحة، مضيفة أنه لابد من تمكين المرأة من أجل ضمان تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة ومنصفة في العالم.
من جانبه، أعرب حاكم ولاية النيجربنيجيريا، موازو بابانغيدا أليو، عن امتنانه للدعم المعنوي والتعاطف الكبير مع نيجيريا على خلفية اختطاف أزيد من 200 تلميذة من طرف جماعة "بوكو حرام".
وأكد، في هذا السياق، على ضرورة تضافر جهود المنتظم الدولي من أجل مواجهة التطرف والإرهاب بكافة أنواعه، ودعم نشر تعاليم الوسطية والاعتدال والتسامح التي يحث عليها الإسلام، وتعزيز التعاون جنوب - جنوب، مبرزا أن هذا التعاون يجب أن يسير في اتجاه الاعتماد على إمكانات القارة، ووضع حد لاعتمادها على الخارج.
ويعتبر منتدى كرانز مونتانا، الذي يعقد اجتماعه ال25 تحت شعار "العلاقات جنوب - جنوب .. من خيار استراتيجي إلى ضرورة ملحة"، أرضية عالمية لتشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم و الأمن في العالم.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذا المنتدى والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار.
ويشارك في هذا اللقاء، الذي ينظم، تحت الرعاية الملكية السامية، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية وخبراء اقتصاديين ورجال الأعمال من دول عديدة، وذلك لاستكشاف أسواق واعدة جديدة وخصوصا بإفريقيا.
وقد تأسس هذا المنتدى سنة 1986 بسويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم.