أكد أستاذ القانون الدولي عبد الحميد الوالي، أن الرسالة "القوية" لجلالة الملك، المتضمنة في الاتصال الهاتفي الذي أجراه جلالة الملك امس السبت مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، "كانت ضرورية بالنظر إلى التطورات والاستحقاقات المرتبطة بقضية الصحراء". وقال الوالي إن اتصال جلالة الملك "مهم جدا" لأنه يثير، بقوة، الانتباه إلى خطورة الوضعية الحالية.
واعتبر في هذا الصدد أن أي محاولة لتغيير طابع مهمة "المينورسو" كما ترغب في ذلك الجزائر "تشكل ابتعادا عن المسار الذي رسمته الأممالمتحدة باتفاق مع الأطراف بغرض إيجاد حل سلمي وعادل ودائم للنزاع حول الصحراء".
وشدد الوالي على أن هذا يشكل خرقا لروح قرار مجلس الأمن رقم 1754 لمارس 2007 الذي يتوخى إيجاد حل متوافق بشأنه للنزاع على أساس المقترح المغربي الرامي إلى تمتيع منطقة الصحراء بحكم ذاتي موسع.
وأبرز أن الأخطر من ذلك أن "هذا الأمر يعني أن الأممالمتحدة ستخرج عن دورها كوسيط محايد لتنحاز إلى أحد أطراف النزاع".
وذكر بأن ذلك ما قاله جلالة الملك بوضوح من خلال تأكيد جلالته على ضرورة تجنب الأممالمتحدة للمقاربات المنحازة، والخيارات المحفوفة بالمخاطر، مبرزا أن "الأمر لن يظل كما كان عليه" في تدبير هذا الملف.
وكان جلالة الملك أجرى امس، اتصالا هاتفيا مع السيد بان كي مون جدد خلاله جلالته الالتزام الثابت والتعاون البناء للمملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي، في إطار السيادة المغربية.
وأثار جلالة الملك انتباه الأمين العام إلى ضرورة الإحتفاظ بمعايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، والحفاظ على الإطار والآليات الحالية لانخراط منظمة الأممالمتحدة، وتجنب المقاربات المنحازة، والخيارات المحفوفة بالمخاطر، مشيرا جلالته الى ان أي ابتعاد عن هذا النهج سيكون بمثابة إجهاز على المسلسل الجاري ويتضمن مخاطر بالنسبة لمجمل انخراط الأممالمتحدة في هذا الملف.