أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء ، على إعطاء انطلاقة مشاريع هامة تروم إعادة تأهيل الموروث التاريخي لمدينة طنجة ذات الصيت العالمي، ومصالحتها مع تاريخها الثقافي الغني والنفيس. وهكذا، أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال بناء مركب الفنون والثقافة، وإعادة تأهيل مغارة هرقل، وتهيئة المنتزه الحضري بير ديكاريس- الرميلات، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 130 مليون درهم. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزء من البرنامج الضخم "طنجة الكبرى"، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لتثمين والحفاظ على الموروث التاريخي لمدينة البوغاز، الغنية بهويتها التعددية ذات الروافد المتنوعة والحرص الموصول لجلالته على دعم الإبداع الفني بالجهة.
وسينجز مركب الفنون والثقافة على مستوى محج محمد السادس (وسط المدينة) بتكلفة إجمالية تصل إلى 100 مليون درهم. ومن شأن هذا المركب المساهمة في تعزيز البنيات الفنية والثقافية بطنجة، كما سيشكل فضاء ملائما للتكوين والتمرين بالنسبة لفرقها المسرحية والموسيقية.
وسيشتمل المركب الجديد للفنون والثقافة، بالخصوص، على مسرح كبير (1500 مقعد)، وقاعتين للتدريب، ومدرسة للمسرح، ونوادي للموسيقى الأندلسية والفنون التشكيلية والرقص، واستوديوهات للتسجيل، وقاعة متعددة الاختصاصات، وسيمكن بذلك من بروز مواهب فنية جديدة في صفوف الأجيال الشابة. كما سيعمل المركب على تشجيع جميع أشكال التعبير الإبداعي، سواء تلك التي تتناغم مع التراث العريق لمدينة طنجة أو تلك التي تواكب النمط العصري، بكل أساليبه وأجناسه العديدة والمتنوعة.
أما مشروع إعادة تأهيل مغارة هرقل (10 مليون درهم)، فيهم تدعيم جدران المغارة، وتهيئة الفضاءات الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاهي ومطاعم، وتحديث شبكة الإنارة العمومية، وذلك بهدف صيانة والحفاظ على هذا الموقع الطبيعي الهام ، الذي صنف سنة 1950 كمعملة تاريخية، واستعادة صيته وتنمية السياحة الإيكولوجية بهذه المنطقة.
وسيعرف المنتزه الحضري بير ديكاريس- الرميلات، الذي يعد حديقة نباتية وحيوانية تشتمل على مئات الأصناف المحلية والاستوائية، إنجاز أشغال إعادة التأهيل التي تهم، على الخصوص، إعادة ترميم إقامة بير ديكاريس، وتجديد ساحة الرميلات والساحات المجاورة، وتهيئة ممرات المشاة المخصصة للتجول والفضاءات الخضراء، إلى جانب التأثيث الحضري.
كما أن إعادة تأهيل هذا المنتزه ، الذي يعد موقعا ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية بالغة، وذلك باستثمارات تصل إلى 20 مليون درهم، تروم جعله فضاء للاسترخاء والاستراحة بامتياز، فضلا عن تحسيس المواطنين بأهمية حماية بيئتهم والحفاظ عليها.
ويتمثل الهدف الأساس من وراء هذه المشاريع، التي تأتي لتعزز مختلف المبادرات التي أطلقها جلالة الملك، حفظه الله، على مستوى مدينة طنجة، في دعم المكانة السياحية والثقافية لمدينة البوغاز على الصعيد العالمي، وذلك في احترام تام للمعطى البيئي.