الشهادة الصادرة من خوان مانديز لا مجال لمناقشتها باعتباره واحد من كبار المتخصصين في مجال التحقيق في التعذيب عبر العالم، وهو خبير في المجال. ولا شك أن شهادته لصالح المغرب ستزعج الجزائر وعملاءها و"دراري" حقوق الإنسان بالمغرب، الذين يتربصون الفرص بالمغرب وينتظرون أية ملاحظة حتى لو كانت بسيطة ليبنوا عليها هجومهم ضد المغرب. مانديز عبر عن شكره للمغرب على "تعاونه وجهوده المتواصلة" الرامية إلى تفعيل التوصيات المتعلقة بمحاربة ظاهرة التعذيب وذلك بصفته المقرر الأممي حول التعذيب.
وأشاد مانديز، لدى تقديمه لتقريره أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، بتعاون المملكة مع المساطر الخاصة والآليات التي أرساها مجلس حقوق الإنسان الخاصة بالقضايا الموضوعاتية في العالم أو حول الوضعية الخاصة لبلد ما.
ومما فاجأ الخبير الدولي في مجال مناهضة التعذيب دعوة الحكومة له من أجل القيام بزيارة متابعة خلال سنة 2014 "أعبر عن شكري للمغرب لانفتاحه على التعاون المستقبلي".
وأبرز المقرر الأممي، في تقريره حول الوضع في المملكة الذي قدمه السنة الماضية أمام مجلس حقوق الإنسان، "بروز ثقافة حقوق الإنسان"، معربا عن ارتياحه للسير الجيد لمهمته في المغرب، خاصة الولوج الحر لجميع أماكن الاحتجاز.
وكتب خوان مينديز أن "ثقافة حقوق الإنسان بصدد التطور ومختلف السلطات التي التقيتها أبانت عن إرادة سياسية"، معتبرا إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان "الجانب المؤسساتي الأهم في هذه الثقافة الصاعدة".
شهادة مانديز لم يتركها العملاء تمر دون محاولة التنغيص عليها حيث نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عمن أسمتهم مناضلين في مجال حقوق الإنسان بفرنسا قولهم أن "التعذيب بالمغرب يعد سياسة دولة" منددين ب"صمت" المثقفين و وسائل الإعلام والأحزاب البارزة في فرنسا الذين يدعمون مصالحهم الاقتصادية مع المغرب على حساب مبادئهم.
وقالت الوكالة "بعد أن ذكروا بحالات تعذيب "واقعية" بالمملكة المغربية كانت آخرها حالة البطل العالمي في رياضة الكيك بوكسينغ زكريا مومني الذي طالب بحقوقه قبل أن يتم اختطافه وحبسه و تعذيبه و من ثم إطلاق سراحه حيث اعتبر المناضلون المغربيون أن هذه الأحداث "تؤكد أن ممارسة التعذيب و بطريقة ممنهجة تعد سياسة دولة".
خوان مانديز معروف بصرامته المنهجية وتدقيقه القاسي ولا يمكن له أن يتسامح، وهو نفسه الذي نفى أن يكون التعذيب في المغرب سياسة للدولة. أما حالة البطل العالمي فهي حصان طروادة، فالرجل اعتقل في إطار قضية نصب واحتيال، وهو بحكم كونه بطل عالمي يرى أن له حقوقا وامتيازات ليست لغيره، ويريد تشغيله في إحدى الجامعات الرياضية ومنحه رخصا للنقل وقد سبق له أن حصل على اثنين سنة 2006.
وتبقى قصة التعذيب هي التي يتم إشهارها في وجه المغرب كلما أراد أن ينحو منحى خاص به ومتميز، فكلما قام بخطوة انزعج الكثيرون وشنوا مثل هاته الحروب القذرة.