أي رسائل يريد أن يبعثها مولاي هشام، الذي يوقع المقالات التي يدونها كتبته بهشام بن عبد الله العلوي، من أركاشون قرب بوردو، حيث يفضل في مثل هذه الأجواء إلقاء كلمة إنشائية وقضاء الوقت في الاستمتاع بملذات الدنيا؟ ماذا سيقول مولاي هشام عن الربيع العربي؟ وهل يفهم في تأثيرات التكنولوجيات الحديثة في الثورات العربية؟ وما هي مؤهلاته العلمية التي تسمح له بتحديد دقيق لطبيعة الثورات العربية والتحولات التي تعرفها المنطقة برمتها؟ بداية نقر أن مولاي هشام المعروف بهشام بن عبد الله العلوي ليس في موقع تقييم علمي للثورات العربية، لأن هذا من شأن الباحثين في علم الاجتماع السياسي الذين خبروا الحرفة جيدا من جهة، ومن جهة أخرى يحتفظون بصفة الباحث الأكاديمي الذي لا يهمه ماذا يقع ولكن كيف يقع، الباحث الذي يوجب عن الأسئلة.
أما في حالة الباحث هشام بن عبد الله العلوي فإنه من جهة لا يتوفر على المؤهلات العلمية حيث لا يمكن أن يغرنا بالألقاب التي يشتريها بالمال وحتى بعض الصفات التي يصرف عليها تمويلا كبيرا، وثانيا لأن مولاي هشام، حتى لو سلمنا جدلا أنه باحث في العلوم السياسية بجامعة ستاندفورد بكاليفورنيا، خرج من جبة الباحث ولبس لباسا المصلح الاجتماعي والسياسي وهو لباس أكبر منه بكثير.
فأصبح معروفا ما سيقوله مولاي هشام وهو يتحدث عن الربيع العربي، ليسقط الطائرة بعد ذلك ليتحدث عن المغرب. وليوجه الرسائل من هناك. وهي رسائل أصبحت مكررة حتى أن ساعي البريد أصبح يقول إنها رسالة مثل رسالة الأمس.
سيقول مولاي ينبغي اقتسام السلطة وما زال يكرر هذه العبارة حتى بعد أن فصلها الدستور تفصيلا وأعطى لكل ذي حقه، ولكن مولاي هشام يقصد شيئا آخر فهو يطالب بتقسيمها على مقاسه حتى يكون "أصبعه هناك"، إن ما يريده مولاي يعود للقرون الغابرة وليس له علاقة بالانتقال الديمقراطي الجذري الذي يعيشه المغرب، سيقول مولاي إني مع 20 فبراير وأدعمها مع العلم أن مطالب هذه الحركة أوضح من مطالبه فهو يريد منا أن نستورد نموذجا شبيها بنموذج "رعاة الإبل".
يقول المثل العربي "الطيور على أشكالها تقع"، فراعي المؤتمر حول الربيع العربي الذي سينعقد بأركاشون قرب بوردو الفرنسية والذي سيشارك فيه مولاي هشام ليس سوى جون بيار تيكوا، ومعروف عن تيكوا أنه يكتب الكتاب ويسرب نسخة إلى أحد أصدقائه بالمغرب عل وعسى يصل إلى أياد عليا كي تغدق عليه المال مقابل عدم نشره، وآخر ما يريد أن ينشر كتابا عن المغرب يصور فيه مراكش على أنها سدوم وعمورية وهي قرى مذكورة في الكتب السماوية على أنها عصت وفسقت فخسف بها الله الأرض ومنها قرية نبي الله لوط عليه السلام، فهل يمكن أن نثق بعراب مؤتمرات مثل هذا يصور بلدا بأكمله على أنه وكر للشذوذ؟.