أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، السيدة ليلى بنعلي اليوم الثلاثاء بدكار، أن قطاع التعدين يشكل عنصرا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب. وأضافت السيدة بنعلي التي كانت تتحدث عن طريق الفيديو في حلقة نقاش في إطار الدورة السادسة من معرض السنغال الدولي للمعادن التي تتواصل لغاية 4 نونبر، بمشاركة المغرب كضيف شرف، أن أهمية هذا القطاع يمكن إدراكها من خلال الاستثمارات التي يجتذبها (11.9 مليار درهم في 2020) ، وحصته في الصادرات الوطنية (أكثر من 21 في المائة من حيث القيمة في 2020) وانعكاسته المفيدة على التنمية الجهوية، وأثره على قطاع النقل واللوجيستيك ونشاط الموانئ. ودعت إلى الاستمرار في اكتشاف مناجم وأحواض رسوبية جديدة، على الرغم من الميزانيات الاستثمارية المخفضة في أعقاب الوباء، وذلك من أجل تثمين القيمة المضافة للمواد المعدنية المستغلة وإبراز أهميتها ضمن تحديات التنمية المستدامة. وفي هذا الصدد، أشارت الوزيرة الى اعتماد المغرب لمخطط وطني للمناجم للسنوات 2021-2030 (مخطط المغرب المنجمي) استنادا لإنجازات استراتيجية 2013-2025 لجعل قطاع التعدين الوطني قاطرة للتنمية المسؤولة والمستدامة على المستوى المحلي والجهوي. وشددت على ضرورة الملائمة بين عدد من العناصر لإنجاح إقلاع القطاع وهي بالخصوص الحكامة والتكامل الاقتصادي واحترام البيئة ومبدأ الاستدامة واحترام حقوق السكان. ويرسي مخطط المغرب مناجم أسس نهج شامل يهدف إلى تطوير نموذج تنافسي بحلول عام 2030 والعمل من أجل التصنيع المتكامل والنمو المستدام. وسلطت الوزيرة الضوء على التجارب والخبرات الهامة التي يتوفر عليها المغرب خصوصا مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة مناجم ومنجم غماسة (مراكش) والمدينة الخضراء محمد السادس بن كرير. وأشارت من جهة أخرى الى أن إفريقيا تتوفر على مخزونات جيدة في قطاعي التعدين والطاقة (42 في المائة من الذهب، وما بين 80 و90 في المائة من معادن مجموعة الكروم والبلاتين ، وأكثر من 72 في المائة من احتياطيات الفوسفات، وإمكانات كبيرة في الهيدروكربونات). غير أنها أضافت أن هذه الوفرة لم تترجم إلى تحول هيكلي وتنمية شاملة ومستدامة. وشددت على ضرورة تطوير صناعة معدنية مستدامة في إفريقيا، مبرزة أن الأمر يتعلق بشكل أساسي بالاستثمار في المعرفة الجيولوجية لثروات باطن الأرض الإفريقية، والاستغلال الشفاف والمنصف والأمثل للموارد المعدنية لدعم النمو المستدام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وتبادل الخبرات لتحفيز والمساهمة في تطور القطاع إفريقيا. وينظم هذا المعرض من قبل وزارة المعادن السنغالية تحت شعار "تعزيز وتطوير القطاع المعدني المحلي، رافعة لتحسين الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لقطاع التعدين". ويشارك المغرب في هذا المعرض بوفد يضم كلا من أحمد بلخديم مدير الجيولوجيا في وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وعبد العالي لفداوي ، مدير المناجم والمحروقات، وعبد الرزاق حمزاوي رئيس قسم الأساليب والخدمات بمديرية التعدين في المكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن وسرور طارق، مدير المناجم والجيوتقنية في ريمينكس التابعة لمجموعة مناجم وسامي السايح مدير تطوير الأعمال في مجموعة ريمنيكس وممثلين للمكتب الشريف للفوسفاط وأعضاء من سفارة المغرب في السنغال. كما يشارك في هذا المعرض الدولي السادس للمناجم، الحدث الاقتصادي الهام في غرب إفريقيا العديد من البلدان الإفريقية خصوصا بوركينا فاسو والنيجر وسيراليون ومالي وبنين والكوت ديفوار. وبحسب المنظمين فإن هذا المعرض يستقطب شركات ومستثمرين في قطاع التعدين والصناعة من 30 دولة.