قررت محكمة الزنتان بليبيا ارجاء محاكمة سيف الاسلام القذافي الى 19 شتنبر بناء على طلب الدفاع الذي اعرب عن الامل في الحصول على كامل الملف. ومثل سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، امام محكمة ليبية في الزنتان بتهمة "الاساءة الى الامن القومي"، في ما يعتبر مرحلة جديدة من النزاع القائم بين طرابلس والمحكمة الجنائية الدولية.
و كان سيف الاسلام القذافي،40 عاما، الذي يحتجزه لواء من الثوار السابقين في الزنتان منذ توقيفه في نونبر 2011، قد مثل امام محكمة الزنتان على بعد 180 كلم جنوب العاصمة طرابلس.
وظهر سيف الاسلام بلباس المعتقلين الازرق، في قفص الاتهام وراء قضبان حديدية، والى جانبه اثنين من رجال الشرطة ملثمين.
وبدا عليه الانفراج وفي صحة جيدة لكنه فقد احدى اسنانه اثناء فترة الاحتجاز.
وقرر القضاة ارجاء المحاكمة الى 19 شتنبر بناء على طلب الدفاع الذي اعرب عن الامل في الحصول على كامل الملف.
وتمكن الصحافيون من تبادل الكلام لفترة وجيزة مع المتهم الذي اجاب بالإيجاب على سؤال يتعلق بمعرفة ما اذا كان في حال جيدة، مضيفا الى ذلك اشارة من ابهامه تؤكد ذلك.
وفي مؤتمر صحافي بعد المحاكمة، اعلن محمد العلاقي رئيس المجلس الوطني للحريات وحقوق الانسان ان "سيف الاسلام محتجز في ظروف تتوافق والقواعد الدولية".
وردا على سؤال للقاضي عما اذا كان يقبل بالمحامين الليبيين اللذين تم تعيينهما للدفاع عنه، احجم المتهم عن الاجابة. وعندما طلب منه القاضي ان كان لديه مطالب، اجاب سيف الاسلام بالنفي.
واستدعى القاضي الاعضاء الاربعة في المحكمة الجنائية الدولية المتهمين مع سيف الاسلام القذافي في هذه القضية، لكنهم لم يكونوا حاضرين داخل قاعة المحكمة.
وكانت هذه المحاكمة اقيمت في يناير ضد نجل معمر القذافي بعد ان اعتقل في السابع من حيونيو 2012 فريق من اربعة موظفين في المحكمة الجنائية الدولية اتوا لمقابلة سيف الاسلام في الزنتان بهدف تحضير الدفاع عنه امام المحكمة الجنائية الدولية، واحتجزته طرابلس قرابة الشهر.
وبتحضيرها هذه المحاكمة الاولى التي بدات في 17 يناير، ارادت السلطات الليبية توجيه اشارة قوية الى المحكمة الجنائية الدولية مفادها انها تمنح نفسها حق محاكمة نجل الزعيم الليبي السابق الوحيد المحتجز في ليبيا.
وردا على هذه المحاكمة، اتهم المحامون الذين عينتهم المحكمة الجنائية الدولية للدفاع عن سيف الاسلام القذافي، ليبيا بأجراء محاكمة "منهكة" ضد هذا الاخير.
وفي السابع من يونيو اعتقل فريق اتى لمقابلة سيف الاسلام في الزنتان بهدف التحضير للدفاع عنه امام المحكمة الجنائية الدولية واحتجز الفريق قرابة الشهر من جانب طرابلس التي تتهمه بالإساءة الى "الامن القومي الليبي".
واتهمت الاسترالية ميليندا تايلور التي تعمل في الدفاع عن سيف الاسلام القذافي، بأنها قدمت قلما يحمل كاميرا اثناء زيارتها وحاولت ان تنقل لسيف الاسلام رسالة مرمزة من مساعده السابق محمد اسماعيل احد ابرز الرجال المطلوبين من قبل القضاء الليبي.
وكانت ارجئت المحاكمة الى الثاني من ماي "بهدف ابلاغ فريق المحكمة الجنائية الدولية الذي تم الافراج عنه، بما يسمح له من الحضور" وبهدف "تعيين محام لسيف الاسلام في هذه القضية"، كما اعلن انذاك مصدر في النيابة الليبية.
ويواجه سيف الاسلام القذافي مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية نفذت خلال الثورة في بلاده.
وتقدمت السلطات الليبية في الاول من ماي 2012 بطعن ضد صلاحية المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة نجل الديكتاتور الليبي الراحل اضافة الى رئيس اجهزة مخابراته السابق عبد الله السنوسي (63 عاما)
وسيف الاسلام هو الاكثر ظهورا بين ابناء معمر القذافي وغالبا ما قدم على انه الخليفة المحتمل لوالده الى حين اندلاع الثورة في ليبيا في فبراير 2011 ما ادى الى سقوط النظام ومقتل معمر القذافي في اكتوبر 2011.