قال السفير الصيني المعتمد لدى المغرب، لي شانغلين، إن "علاقة وثيقة" تجمع بلده والمغرب خصوصاً على المستوى السياسي، مشيراً أنّ البلدين يشتركان في مقاربتهما لعدد من الملفات الدولية؛ ذلك أن كلا البلدين "يدعم مبدأ التسوية متعددة الأطراف للمشاكل والأزمات الدولية". وأضاف السفير الصيني في تصريح لدوزيم على هامش احتفال السفارة الصينية بمئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أن بلاده والمغرب "يجمعهما كذلك الإيمان بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وتمسكّهما بسيادتهما الوطنية والترابية، إلى جانب انشغالهما بهاجس التنمية. وأبرز السفير الصيني أن تخليد هذه "الذكرى الوطنية" يمثّل مناسبة لتقييم مستوى العلاقات بين الصين الشعبية والمملكة المغربية، مؤكّداً أنه ومنذ زيارة جلالة الملك إلى الصين سنة 2016 وتوقيعه مع الرئيس الصيني على مجموعة من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، "دخلت العلاقات بين البلدين مساراً جديداً، عمّق التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، وتعزز هذا التعاون الثنائي بالاجتماعات المتعددة التي جمعت بين مسؤولي البلدين، الأمر الذي كان له إنعكاس على مستوى التبادل والشراكة التجارية بيننا". ومن ضمن أهم ما أثمرته هذه الشركة يقول المسؤول الصيني، "إلغاء التأشيرة أمام الصينيين لدخول التراب المغربي، ثم إطلاق خط جوي مباشر هو الأول من نوعه بين البلدين من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى العاصمة الصينيةبكين"، مشيراً أنه "ينتظر أن يتم استئناف هذا الخط الجوي المتوقّف منذ بداية جائحة فيروس "كورونا". وأضاف رئيس الدبلوماسية الصينية بالمغرب، أنه بعد مرور شهرين ونصف على قدومه إلى المغرب قام بربط علاقات مع المسؤولين المغاربة، وتبادل خبرات مع أصدقائه المغاربة، كاشفاً أنّ "ما لاحظته أنّ علاقات متميّزة تجمع بلدينا، وهذه الأخيرة يمكن أن تتطور أكثر فأكثر، على المستوى الاقتصادي، خصوصاً بالنسبة لقطاع الصناعات التحويلية والطاقية، الذي يبقى قطاعاً واعداً للتعاون المشترك إلى جانب السياحة، حيث أن عدد كبيراً من الصينيين يرغبون في زيارة المغرب واكتشافه." وبخصوص التعاون في المجالات الصحية، أوضح السفير الصيني أنه يعود إلى سنة 1975، حين انطلقت هذه الشراكة، ثم تواصل العمل خلال باقي السنوات قبل أن يتعزز مع الأزمة الصحّية الأخيرة من خلال التنسيق الثنائي المشترك وتزويد المملكة بلقاحات كورونا، مسجّلاً أن بلاده "أوفت بالتزاماتها كاملة تجاه المغرب من خلال تسليم الشحنات المتفّق عليها، والتي بلغ عددها حوالي 10 ملايين جرعة، بالرغم من الخصاص الحاصل بالصين والخطة الوطنية من أجل بلوغ الاكتفاء الذاتي". وشدّد المسؤول الصيني أن الشراكة، على هذا المستوى تبقى "نموذجية وتزويد المملكة باللقاح، سيتواصل بشكل تدريجي خلال القادم من الأسابيع. إلى المغرب وإلى بلدان إفريقية أخرى، ضمن الشراكة التي تجمعنا جنوب جنوب". يشار إلى أن احتفالية السفارة الصينية بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي، حضرها كل من محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، وادريس أوعويشة الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب عدد من القيادات الحزبية والسياسية الأخرى.