أشارت تقارير إعلامية إسبانية عديدة في الأيام الأخيرة، بشأن الأزمة بين الرباطومدريد، إلى وجود دعم أمريكي للمغرب أمام إسبانيا في هذه الأزمة، وهو ما يُعقد الأمور أكثر على حكومة بيدرو سانشيز حسب صحيفتي "إلباييس" و"أوكيدياريو"، ووفق تصريحات زعيم الحزب الشعبي المعارض، بابلو كاسادو. وربطت التقارير الإسبانية الدعم الأمريكي لصالح الرباط على حساب مدريد، بالعديد من العوامل التي تشير إلى تقارب أمريكي مغربي كبير، مقابل تباعد في العلاقات بين إسبانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، سواء في فترة دونالد ترامب أو الرئيس الحالي جو بايدن. وحسب ذات التقارير، فإن المغرب استطاع تقوية حلفه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي عرفت فيه العلاقات الإسبانية الأمريكية جمودا مشوب ببعض التوتر، جراء سياسة ترامب الضريبية على واردات الاتحاد الأوروبي على أمريكا، والتي كان الإسبان من أكثر ضحاياها. ولم يفت الإعلام الإسباني، الإشارة إلى "الحادثة العسكرية" غير المسبوقة التي وقعت في مارس الماضي، عندما نفذت القوات الأمريكية والقوات المغربية مناورات عسكرية جوية مفاجئة بالقرب من جزر الكناري الإسبانية في إطار تداريب "مصافحة البرق"، دون علم مدريد، وقد تسرب تسجيل صوتي يُظهر تفاجئ المراقبين الجويين الإسبان من تحليق طائرات عسكرية مغربية وأمريكية بالقرب من أجواء جزر الكناري. وتساءلت الصحافة الإسبانية أنذاك عن أسباب عدم إعلام مدريد بهذه المناورات العسكرية المغربية الأمريكية، بالرغم من إجرائها بالقرب من أجوائها، وهو ما دفعها إلى التلميح إلى وجود علاقات فاترة بين مدريدوواشنطن، وقد اتهم حزب "فوكس" اليميني حكومة سانشيز بالتسبب في تدهور العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لصالح المغرب. تصريح لرئيس الحزب الشعبي المعارض، بابلو كاسادو، في الأيام الماضية، زاد من جرعة التكهنات التي تشير إلى وجود دعم أمريكي للمغرب ضد إسبانيا في التقارير الإسبانية، حيث قال بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا يرد على المكالمات الهاتفية لبيدرو سانشيز، وقد ربطتها بالأزمة الأخيرة مع المغرب. كما أشارت ذات التقارير إلى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، لم تتواصل مع الحكومة الإسبانية، سواء في اتصال مباشر بين بايدن وسانشيز، أو بين وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن بنظيرته الإسبانية، منذ تولي الإدارة الجديدة لمقاليد الحكم في البيت الأبيض، عدا اتصال وحيد بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وإيما أبارسي كبيرة المستشارين الديبلوماسيين لرئيس الحكومة الإسبانية لطمأنة مدريد على إبقاء القاعدة العسكرية في إسبانيا. ودفعت هذه المعطيات الصحافة الإسبانية للإشارة إلى أن مدريد فقدت الكثير من علاقاتها الجيدة مع واشنطن، بخلاف المغرب الذي استطاع تقوية علاقاته بها، مضيفة بأن عدم تراجع إدارة بايدن عن قرار مغربية الصحراء الذي تم توقيعه في عهد دونالد ترامب، أحد العوامل التي تزيد من تأكيد التقارب الأمريكي المغربي.