عاود سعر الأورو والدولار والجنيه الاسترليني، أمس الجمعة، الارتفاع بالسوق السوداء للعملة الصعبة بالجزائر، نتيجة الطلب المتزايد على هذه العملات من قبل التجار والمستوردين، الذين يبحثون عن ملاذات آمنة لحفظ مدّخراتهم، خوفا من انهيار العملة الجزائرية. وبلغ سعر تداول الدولار، خلال الساعات الماضية، 175 دينارا للشراء و172 دينارا للبيع، في حين بلغ سعر صرف الأورو 211 دينارا للشراء و209 دينارا للبيع، وبلغ الجنيه الإسترليني 235 دينارا للشراء و230 دينار للبيع، وبالمقابل، شهدت هذه العملات استقرارا على مستوى السوق الرسمية بنك الجزائر. ورغم استمرار إجراءات تعليق حركة الطيران الجوي خارج الجزائر، إلا أن أسعار العملة الصعبة عاودت الارتفاع أمس الجمعة على مستوى السوق الموازية بسبب ما وصفه الصرافون بإقبال واسع من طرف التجار والمستوردين على تخزين كميات كافية من العملة، وسط انهيار الدينار الجزائري، ما دفع بالكثير منهم إلى البحث عن ملاذات آمنة لتخزين أموالهم، للمحافظة على قيمتها. وشهدت أسعار العملة الصعبة استقرارا نسبيا بالسوق الموازية “السكوار” وغيرها من نقاط البيع الموازية، منذ بداية كورونا وما أعقبها من إجراءات للحجر الصحي بسبب وقف إجراءات السفر، والتي أدت إلى تراجع الطلب على الأورو والدولار، ولكن الأسعار عادت للارتفاع في أعقاب إجراءات الحكومة الخاصة بتخفيض قيمة الدينار، ورغبة عدد كبير من مكتنزي الأموال في المنازل في تحويل مدخراتهم إلى أورو ودولار للحفاظ على قيمتها، في انتظار قرارات جديدة. وكان بنك الجزائر، وطبقا لما تضمنه قانون المالية لسنة 2021، قد خفّض قيمة الدينار بشكل ملحوظ، ويرتقب أن يخفض بشكل أكبر خلال سنوات 2022 و2023، ووفقا لما تضمنه قانون المالية للسنة الجارية، كما ينتظر بلوغ سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدولار الأمريكي في المتوسط السنوي إلى 142.20 سنة 2021 و149.31 دينار جزائري مقابل كل وحدة من الدولار الأمريكي عام 2022 و156.78 دينار جزائري سنة 2023، وهذا بافتراض تسجيل انخفاض طفيف في قيمة العملة الجزائرية مقابل الدولار بنحو 5 بالمائة سنويا. ويأتي ذلك في وقت يحذر الخبراء من انخفاض أكبر وانزلاق للعملة الجزائرية مقابل الدولار الأمريكي والأورو خلال الأشهر المقبلة، من شأنه أن يؤثر بشكل ملحوظ على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري التي تآكلت بشكل ملحوظ خلال فترة انتشار وباء كورونا.