قال وزير الخارجية التونسي الأسبق، أحمد ونيس، ينبغي أن نقول كامل الحقيقة في قضية الصحراء، إننا لم نؤمن يوما بالكيان الصحراوي، فالصحراء تاريخيا ظلت مرتبطة بدولة أعظم هي دولة مراكش، وهذا الذي نسمعه اليوم هو من ترهات القيادة العسكرية الجزائرية. وأضاف في برنامج لقاء خاص على قناة أواصر، إن الدول الإفريقية لم تؤمن بهذا الكيان، ولقد شاهدنا زيف القرارات التي اتخذتها منظمة الوحدة الإفريقية في الثمانينات من القرن الماضي، بتسخير من ليبيا والجزائر، وأنا كانت شاهدا على ذلك لأني كنت مدير إفريقيا لمدة سنتين، وكنت أحضر الاجتماعات، وكانت كواليس منظمة الوحدة الإفريقية سوقا تباع وتشترى فيها عملية التصويت على القرارات التي يتقدم بها بها الوفد الليبي أو الجزائري بغطاء إفريقي. وأوضح أنه كان يأتي إليه ممثلو بعض الوفود الإفريقية ويقول لهم أحدهم: اعذرنا سوف نصوت لقرار الوفد الجزائري أو الليبي لأنهما من يسدد فاتورة الأدوية التي نحتاجها لمدة ستة أشهر، فمن يسدد فاتورة الأدوية أو يهدينا باخرة نفط نصوت له أو يسد حاجياتنا من الطاقة لمدة سنة نصوت له فلا تلمنا. وأشار إلى أنه في أحد المؤتمرات جاءه وزير خارجية دولة إفريقية (جنوب القارة) غاضبا وقال له كيف تتعاملون مع جيرانكم، فلما استخبره عن الأمر قال له إن رئيس الوفد الليبي طلب رؤيته ولما التقاه فتح حقيبة مليئة بالدولار وقال له: هي لك إن صوّت للقرار الصحراوي، لأنهم كانوا يحتاجون ثلاثة أصوات حتى يفوزوا بانضمام الدولة الصحراوية الافتراضية لمنظمة الوحدة الإفريقية. وغضب الوزير وعاد إلى مقعد بلاده وأصيب بنوبة خطيرة لأنه شعر أن الديبلوماسي الليبي يشعر أنه رخيص وأن صوته للبيع. وروى حكاية عن أحمد بن صالح الزعيم التونسي، الذي استقر بالجزائر بعد أن ساءت أوضاعه السياسية في تونس، وذات يوم استقبله هواري بومدين وبعد حديث في مكتبه أخذه إلى الحديقة، تم أشار بيديه إلى جهة الغروب وقال له: مادام هؤلاء يتحكمون في المغرب لن ننام مطمئنين وذلك في فبراير 1973، فالمكنون في ضمائر الحكام العسكريين الجزائريين هو الانتهازية وليس القانون والتاريخ والأخلاق وتقوم رؤيتهم على تفتيت المغرب الكبير.