اختتمت، أمس الثلاثاء، أعمال الدورة السابعة العادية لقمة رؤساء مجموعة دول الخمس بالساحل الإفريقي، التي بدأت الاثنين في العاصمة التشادية نجامينا. وحضر القمة قادة دول مجموعة الخمس وهي: موريتانيا، وبوركينا فاسو، ومالي، وتشاد، والنيجر، إضافة إلى رئيسي السنغال ماكي صال، وغانا نانا آدو أكوفو، ورئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني. كما شارك في الافتتاح ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والسودان والإمارات ومصر وكوت ديفوار، وانضم أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القمة، عبر تقنية الفيديو، فيما غابت الجزائر عن هذه القمة، "ما يعكس الدور الوازن للمملكة كقوة إقليمية بالمنطقة". وعقدت القمة للبحث في مكافحة الحركات الجهادية والتنظيمات الإرهابية، في وقت تريد باريس تقليص وجودها العسكري بالمنطقة حيث تشارك ب 5100 جندي. وتتحرك الجزائر من أجل لعب دور أيضا بمنطقة الساحل والصحراء وتعويض الدور الفرنسي، لا سيما أنها تتشارك الحدود مع ثلاث دول من دول الساحل الخمس، وهي موريتانيا ومالي والنيجر، لكنها سبق وأن فشلت في ذلك بسبب مقاربتها الانفرادية واستبعادها للمغرب خلال مبادرة لجنة الأركان العسكرية المشتركة التي أطلقتها في عام 2010. وشددت الجزائر على أن على “كل دولة من دول الساحل أن تتولى قتال الجماعات الإرهابية داخل أراضيها مع تنسيق استخباراتي وعسكري بين هذه الدول على الحدود”، في إشارة إلى رفضها المقاربة الفرنسية بالمنطقة. وكان المغرب سباقا إلى التحذير من خطورة تنامي الحركات الجهادية بمنطقة الساحل والصحراء منذ بداية تدهور الوضع قبل حوالي عشر سنوات؛ إذ عمل على مشاركة تجربته مع دول المنطقة، خصوصا على مستوى تعزيز الأمن الروحي. ولا يستبعد مراقبون أن يقوم المغرب بأدوار طلائعية بعد مشاركته ضمن هذه القمة، خصوصا على مستوى انخراطه ميدانيا إلى جانب القوات الخاصة التي تنتشر بالمنطقة لمحاربة التنظيمات الجهادية، لا سيما في ظل عزم فرنسا تقليص مشاركتها في منطقة الساحل والصحراء الكبرى. وأكد العثماني، الذي مثل جلالة الملك في القمة، عن استمرار التزامات المغرب لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والتنموية، مشيرا إلى أن المغرب سيستمر في دعم “معهد الدفاع” لمجموعة دول الساحل الخمس بنواكشوط، وتكوين الضباط المنتمين لدول الساحل بمعاهد التكوين العسكرية المغربية. وشارك المغرب للمرة الأولى في قمة رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس. وقال رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، الاثنين، في خطاب أمام القمة إن "مشاركة المغرب جاءت تلبيةً لدعوة مشتركة من محمد الشيخ ولد الغزواني رئيس موريتانيا، وإدريس ديبي ايتنو رئيس جمهورية تشاد، الرئيس الحالي لمجموعة دول الساحل الخمس".