تعيش إسبانيا على إيقاع موجة من البرد القارس وغير المسبوق منذ يومين سجل خلالها انخفاض درجات الحرارة مستوى قياسيا بلغ ليلة أمس الاثنين إلى الثلاثاء 25 درجة مائوية تحت الصفر في بعض المناطق بينما تواصل فرق الإغاثة والإنقاذ جهودها لإزالة الثلوج المتراكمة التي تحولت إلى جليد في أغلب الجهات خاصة بمدريد التي لا تزال العديد من الشوارع والطرق بها مغلقة . وبعد اجتياح عاصفة ( فيلومينا ) للعديد من أجزاء التراب الإسباني خلال نهاية الأسبوع الماضي وما رافقها من تساقطات ثلجية كثيفة وغير مسبوقة وأمطار غزيرة لا تزال العديد من الجهات خاصة وسط وشرق البلاد مغطاة بالجليد وتبذل فرق الطوارئ والوقاية المدنية والإنقاذ وقوات الجيش جهودا مضنية لإزالة الجليد المتراكم خاصة على مستوى شبكات الطرق وشوارع المدن وذلك من أجل فك العزلة وفتح الطرق أمام حركية السير التي لا تزال معطلة في أغلبها . وساهمت موجة من البرد القارس التي أعقبت مرور عاصفة ( فيلومينا ) التي تسببت في أضرار كبيرة وأدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل في تعقيد جهود إزالة الثلوج وفتح الشوارع والطرق بعد أن حول انخفاض درجات الحرارة الثلوج إلى جليد ما فرض الاستعانة بكاسحات الثلوج ومعدات وآليات خاصة وحتى بالمعاول والفؤوس مع نثر أكياس الملح لإذابة الثلج وذلك بمساهمة عناصر من قوات الجيش ودوريات فرق الإنقاذ والوقاية المدنية والمتطوعين من السكان . وحسب وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإسبانية فقد تم تسجيل انخفاض قياسي في درجات الحرارة خاصة ليلة أمس الاثنين واليوم الثلاثاء بعدة جهات في وسط وشرق البلاد حيث سجلت 4 ر 25 درجة مائوية تحت الصفر في إحدى القرى بجهة أراغون شمال شرق مدريد مشيرة إلى أن هذا المستوى المتدني في درجات الحرارة " يظل تاريخيا وغير مسبوق منذ عقود طويلة " . وأكد متحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية أن مدريد العاصمة سجلت ليلة أمس الاثنين درجة حرارة بلغت 8 ر 10 تحت الصفر " وهي أدنى درجة يتم تسجيلها في المدينة منذ نصف قرن " مضيفا أن مطار ( باراخس ) الذي عادت إليه حركة الملاحة الجوية تدريجيا سجل 8 ر 13 درجة تحت الصفر . وأدى انخفاض درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد إلى تعليق الدراسة في كل المناطق في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المحلية ببرشلونة اليوم الثلاثاء عن العثور على اثنين من الأشخاص المشردين ميتين مضيفة أن جثتي الضحيتين ظهرت عليا أعراض وعلامات انخفاض حرارة الجسم . ودعت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء سكان المناطق المتضررة بتداعيات العاصفة الثلجية ( فيلومينا ) إلى عدم السفر باستخدام السيارات والمركبات أو الخروج للمشي وشدد وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا على " ضرورة توخي الحذر الشديد ما دامت حالة الطوارئ قائمة والنشرة الإنذارية سارية " . وفي العاصمة مدريد وبعد ثلاثة أيام من اجتياح عاصفة ( فيلومينا ) تمت إزالة الثلوج المتراكمة من أغلب الشوارع الرئيسية والطرق واستأنفت بعد خطوط حافلات النقل العمومي خدماتها لكن لا تزال العديد من الشوارع الجانبية مغلقة ومغطاة بالثلوج كما انطلقت خدمات مترو الأنفاق التي كانت بعض خطوطه قد توقفت قبل يومين كما استمر ضمان توفير الخدمات الأساسية والإمدادات من المنتجات بمختلف الأسواق والمراكز التجارية . وعلى صعيد آخر لا تزال الحكومة لم تحسم بعد في إعلان جهة مدريد " منطقة منكوبة تحتاج إلى الدعم والمساعدة " كما طالب بذلك رئيس بلدية مدريد خوسي لويس مارتينيز ألميدا وإن كانت قد أبدت تفهمها للوضع وتأكيدها على تقييم هذا الإعلان وكذا الأضرار وعواقب الثلوج المتراكمة على الممتلكات العامة والخاصة.