قال عبد الفتاح الفاتحي، محلل سياسي ومتخصص في قضية الصحراء المغربية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سيادة المغرب على كامل أراضيه بما فيها الصحراء المغربية، لم يكن قرارا عبثيا وغير مدروس، بل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية مهدت لاتفاقية "ازدهار إفريقيا" ولوجودها بمدينة الداخلة من خلال قنصلية اقتصادية، بالقرار التاريخي المذكور. وأضاف الدكتور عبد الفتاح الفاتحي في تصريح ل"تليكسبريس"، حول التوجه الجديد للإستثمار الأمريكي جنوب المغرب، إن واشنطن أوجدت الإطار القانوني والسياسي لمشروعها قصد التغلغل في إفريقيا، وأنهت المشاكل التي من شأنها عرقلة هذا التواجد الاقتصادي بالصحراء المغربية، وذلك بالتوقيع على قرار "مغربية الصحراء" بأثر فوري. مؤكدا في الوقت ذاته، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف ما تريد وإلى أين تسير، وتعلم أيضا أن المغرب لديه استراتيجية واضحة لتنمية القارة الإفريقية، وأنها تثق في قدراته وقد سبق لها أن جربته في العديد من القضايا ك"ملف الإرهاب" بمنطقة الساحل والصحراء واتفاق التبادل الحر، الذي تخص به واشنطنالرباط لوحدها في المنطقة. دون أن ننسى بأن المغرب على المستوى البنيوي فهو جاهر، فهناك طرق ومسالك ومشاريع عملاقة في المستقبل، خاصة ميناء الداخلية الذي سيربط العالم بالقارة الإفريقية. وأوضح الفاتحي، أن المغرب انطلاقا من موقعه الاستراتيجي ورؤيته الواضحة اتجاه إفريقيا، من خلال الخطب المتتالية لجلالة الملك الذي يلح فيها على المقاولات المغربية والشركات الكبرى التوجه والاستثمار داخل دول القارة، لأن رؤية جلالته واضحة، فتنمية إفريقيا اقتصاديا وبنيويا ستجلب حتما لها الاستقرار السياسي والأمن والانطلاق نحو المستقبل. وخلص الفاتحي إلى القول، إن المشاريع الكبرى في الصحراء المغربية ستكون بالأساس موجهة نحو تنمية القارة الإفريقية، وأن حل مشكل معبر الكركرات بشكل نهائي يدخل في هذا الإطار، وان تقوية البنيات الطرقية بالمنطقة يهدف إلى تسهيل حركية التبادل التجاري، خاصة وان المغرب يتوفر على استراتيجية مسبقة لمحور "الرباط- دكار". إلى ذلك، أصبح المغرب رسمياً بوابة للاستثمار في القارة الأفريقية، بحيث سيم إحداث وكالة أمريكية للتنمية بميزانية 3 مليار دولار ، وسيكون مقرها في العاصمة الرباط، ولعل من أهدافها تمويل مشاريع الاستثمار الخاصة في المغرب وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. وكانت مذكرة تفاهم تم توقيعها بين وزير الاقتصاد والمالية محمد بن شعبون مع مدير شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية DFC سيث بويلر، بموجبها سيكون المغرب منسق المبادرة الأمريكية " ازدهار أفريقيا"، وعليه سيتحول المغرب إلى حلقة وصل لكل التعاملات الاقتصادية التي سيقوم بها المستثمرون الأمريكيون في القارة الإفريقية مستقبلا. وحتما سينعكس ذلك إيجابا على مناخ الأعمال في المغرب ويعزز ثقة المستثمرين الأجانب، وستفتح باب الاستثمار في بلادنا على مصراعيه وهذا يعني مزيدا من فرص الشغل للشباب المغربي.