قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالداخلة، إن افتتاح بوركينا فاسو قنصلية عامة لها في هذه المدينة ينسجم مع مواقفها الداعمة لمغربية الصحراء، والتي عبرت عنها دائما في المحافل الدولية والإقليمية. وأوضح السيد بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره البوركينابي، السيد ألفا باري، عقب مباحثات أجرياها بالمناسبة، أن هذا القرار يكتسي رمزية قانونية وسياسية ودبلوماسية في ما يخص تعزيز دينامية دعم مغربية الصحراء وتأكيد الدعم المطلق للمطالب الشرعية للمملكة المغربية على هذا الجزء من ترابها. وأضاف أن هذه المبادرة تعكس متانة العلاقات بين البلدين والمشاورات السياسية المتواصلة والدائمة بينهما حول كل القضايا الإقليمية والدولية، بدعم قوي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس البوركينابي روك مارك كريستيان كابوري. وأكد السيد بوريطة أن افتتاح قنصلية بوركينافاسوبالداخلة سيساهم أيضا في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وذلك انسجاما مع المكانة التي أرادها جلالة الملك لمدينة الداخلة كقاطرة للتعاون الاقتصادي بين المغرب وعمقه الإفريقي. وفي هذا السياق، أبرز الوزير أهمية الحضور الاقتصادي للمغرب ببوركينا فاسو في مواكبة البرامج التنموية بهذا البلد، مشيرا إلى أن ما يناهز 10 في المائة من الاستثمارات الخارجية للمغرب في القارة الإفريقية موجود اليوم في بوركينا فاسو، من خلال الحضور القوي للأبناك والشركات المغربية العاملة في مجال الاتصالات والتأمين والبناء هناك. كما أبرز السيد بوريطة أن وجود تمثيلية قنصلية لبوركينافاسوبالداخلة يسمح كذلك بدعم جانب مهم في العلاقات الثنائية يتمثل في مجال التكوين، مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب قام لسنوات بتكوين مئات الخبراء والطلبة البوركينابيين، حيث تخصص المملكة سنويا 150 منحة دراسية لتكوين الطلبة من هذا البلد الشقيق في جامعاتها ومعاهدها العليا. وأعلن الوزير أنه تم، بهذه المناسبة، الاتفاق على تخصيص 30 منحة دراسية إضافية لبوركينا فاسو في معاهد التكوين بمدينة الداخلة في مجالات السياحة والصناعة التقليدية والصحة والتدبير والتجارة وغيرها من المجالات. من جهة أخرى، ذكر السيد بوريطة بالتعاون الدائم القائم بين المغرب وبوركينا فاسو في المجالين الأمني والعسكري. كما أشار إلى دعم المملكة المتواصل لبوركينا فاسو في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما من خلال وجود فرع لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في هذا البلد. من جهة أخرى، وقع السيد بوريطة ونظيره البوركينابي على اتفاق بين حكومة بوركينا فاسو وحكومة المملكة المغربية بشأن إلغاء تأشيرات الدخول لفائدة مواطني البلدين حاملي جوازات السفر العادية. ويهدف هذا الاتفاق إلى تسهيل التنقل بين المغرب وبوركينا فاسو، وتعزيز الجانب الإنساني باعتباره ركيزة أساسية للتعاون والأخوة بين البلدين. وجرى حفل تدشين القنصلية العامة لبوركينافاسوبالداخلة، الذي ترأسه السيدان بوريطة وباري، بحضور السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، ووالي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، ومنتخبي الجهة ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي منظمات المجتمع المدني. ويتعلق الأمر بخامس تمثيلية دبلوماسية بالداخلة، بعد القنصلية العامة لغامبيا التي افتتحت في سابع يناير الماضي، والقنصلية العامة لغينيا التي شرعت في تقديم خدماتها في 17 من الشهر نفسه، والقنصلية العامة لجيبوتي التي افتتحت في 28 فبراير المنصرم والقنصلية العامة لليبيريا التي افتتحت في 12 مارس الماضي. وبهذا يرتفع عدد القنصليات المفتوحة بالعيون والداخلة، إلى غاية هذا اليوم، إلى 13 قنصلية، مع افتتاح القنصلية العامة لجمهورية غينيا الاستوائية.