تم اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بمراكش إعادة انتخاب الكاميروني عيسى حياتو٬ المرشح الوحيد٬ بالإجماع رئيسا للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لولاية جديدة مدتها أربع سنوات (2013-2017)٬ وذلك خلال أشغال الدورة ال35 للجمع العام العادي لهذه الهيأة (9 و10 مارس الجاري. وكان حياتو (66 سنة) قد انتخب لأول مرة على رأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 1988 بالمغرب ٬ على هامش منافسات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم.
وتميز اليوم الثاني من هذا الاجتماع٬ على الخصوص٬ بالإعلان عن إحداث "مؤسسة عيسى حياتو" لقدماء اللاعبين الأفارقة الأبطال والتي ستسعى إلى تقديم الدعم المادي والاجتماعي والطبي للأبطال الأفارقة الذين قدموا الكثير لكرة القدم بهذه القارة إلى جانب دعم أسرهم وأبنائهم.
وتروم هذه المؤسسة٬ أيضا٬ وضع نظام للتغطية الصحية الشاملة وتقديم المساعدة والتعاون مع الرياضيين والنهوض بكرة القدم لدى الشباب.
كما عرفت أشغال هذا الجمع العام المصادقة على تقرير الجمع العادي الاستثنائي الذي انعقد في شتنبر 2012 بالشيشل٬ والتقارير الخاصة بأنشطة الكونفدرالية وأنشطة اتحادات المناطق٬ وحصيلة الحساب المالي السنوي من 1 يوليوز 2011 إلى 30 يونيو 2012.
وتضمن برنامج أشغال هذا الاجتماع٬ أيضا٬ إعادة تجديد نصف أعضاء اللجنة التنفيذية٬ حيث تم إجراء الانتخابات في هذا الصدد٬ وذلك لاستكمال تركيبة هذه اللجنة للموسم 2013-2017.
وشكر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري٬ في كلمة له خلال هذا الجمع٬ الكونفدرالية الإفريقية والاتحاد الدولي لكرة القدم لالتزامهما المستمر وللخدمات التي يسديانها لتطوير كرة القدم الإفريقية٬ منوها باختيار هذه الهيأة القارية٬ لمدينة مراكش لاحتضان أشغال جمعها العام العادي.
ومن جهته٬ أعرب عيسى حياتو عن امتنانه وعميق شكره وتقديره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ لالتزامه الشخصي للنهوض بالممارسة الكروية على المستوى الوطني٬ وأيضا على المستوى الإفريقي.
ونوه بمستوى الاستقبال الحار الذي خصصه المغرب للمشاركين في هذا الجمع العام العادي٬ بالإضافة إلى حسن التنظيم٬ مشيدا بالدول الإفريقية لالتزامها ودعمها المادي ومواكبتها للنهوض برياضة كرة القدم.
وقال "إن ما نضطلع به من عمل٬ يجب أن يكون بشكل جماعي٬ وأنه علينا توحيد جهودنا٬ والعمل سويا٬ وتجاوز اختلافاتنا من أجل التوصل٬ ضمن الوحدة والتماسك٬ إلى رفع التحديات التي تتطلب من كرة القدم الإفريقية تخطيها في المستقبل".
وذكر عيسى حياتو بضرورة إرساء قواعد لاحتراف حقيقي والعمل على رص الصفوف من أجل محاربة كل الظواهر المسيئة بالممارسة الكروية٬ من بينها المنشطات والفساد والعنف في الملاعب والسعي إلى نشر رسالة السلام التي تحملها كرة القدم.
أما رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر٬ فأشاد من جانبه٬ بالخصال الإنسانية والمهنية التي يتحلى بها السيد عيسى حياتو وتفانيه والتزامه منذ 10 مارس 1988٬ للنهوض بكرة القدم الإفريقية٬ مشيرا إلى أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أصبحت قوة حية وأساسية في كرة القدم العالمية.
وتوقف عند ما وصفه بالتقدم الكبير المحرز في إفريقيا منذ التنظيم الجيد لكأس العالم بها٬ مبرزا أن من شأن مثل هذه التظاهرات العالمية تعزيز الثقة في قدرات هذه القارة للمضي قدما على درب تطوير هذه الرياضة.
وبعد أن جدد تأكيده بالتزام الاتحاد الدولي مواصلة جهوده لتطوير ودعم كرة القدم الإفريقية٬ أبرز بلاتر أن "الخطر الذي يهددنا حاليا٬ والذي يتطلب منا العمل بشكل جماعي لتجاوزه والحيلولة بالتالي دون إعاقة مسيرة النهوض بهذه الرياضة٬ يكمن في المنشطات والغش والعنصرية والتمييز٬ التي يجب إيجاد حلول لها وفي أقرب وقت ممكن٬ مشيرا في هذا الصدد٬ إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه التربية وتأطير الشباب وتشجيع التبادل الثقافي.