تعتبر مدينة سلا من أعرق مدن المغرب الإسلامي الكبير، ازدهرت بها على مر العصور حضارات متنوعة وغنية واعتنى بها الملوك والخلفاء، وتركوا بها آثارا دالة على عظمتهم. كما اشتهرت بكونها مدينة للجهاد والنساك والعلماء. وبقيت محافظة على تقاليد حضارية معروفة مما أهلها لتكون ضمن أكبر المدن العتيقة بالمغرب. هذه المكانة التي تميز مدينة سلا جعلها تستفيد من العديد من برامج التأهيل والتجديد وبمساهمة مختلف القطاعات والمؤسسات المعنية بالمحافظة على التراث العريق للمملكة. وشكل برنامج تأهيل المدينة العتيقة 2014/2016 أحد أبرز البرامج التي استفادت منها المدينة العتيقة إلا أن حجم الخصاص المسجل أبان عن حاجة المدينة إلى استكمال عمليات التجديد والتأهيل من خلال برنامج إضافي يمكن المدينة من المحافظة على تراثها وتسويق مؤهلاتها الحضارية والثقافية والتاريخية بما ينسجم والرؤية الملكية التي ترمي إلى العناية بالموروث الثقافي والتراث المعماري للمدينة القديمة ذات النسيج العمراني الأصيل. وفي هذا الإطار وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تم تمكين المدينة العتيقة من اتفاقية جديدة للتأهيل وقعت، تحت أنظار جلالته، بمراكش بتاريخ 22 أكتوبر 2018، بمبلغ إجمالي بلغ 900 مليون درهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية ستمكن من إنجاز مجمل المشاريع المقترحة ببرنامج عمل جماعة سلا الذي وافق عليه المجلس الجماعي في دورة ماي 2018، خصوصا فيما يتعلق بالمحور الإستراتيجي الرابع الخاص بتثمين تراث المدينة وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة. وتروم الاتفاقية الجديدة لبرنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا (2019/2023) الحفاظ على هوية المدينة العتيقة ومعالمها الأصيلة، وتأهيل وإعادة الاعتبار لنسيجها العتيق، وإدماجها في منظومة تنموية تهدف إلى تثمين تراثها المادي واللامادي.