تواصلت اليوم الثلاثاء عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، بوصول 109 شخصا إلى مطار الحسن الأول بالعيون قادمين من جزر الكاناري، من بينهم أطفال ورضع. واستفاد من العملية على الخصوص الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأشخاص المسنون، إضافة إلى السياح في وضعية هشاشة والأطفال. وجرت العملية في احترام تام للإجراءات الوقائية وفي امتثال للبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك قصد ضمان استقبال آمن ومطمئن لهؤلاء المسافرين، بإشراف من السلطات المختصة. كما قام هؤلاء الأشخاص من خلال وضعهم للكمامات الواقية، لدى وصولهم بالإجراءات الجمركية واسترجاع أمتعتهم بطريقة سلسة ومنتظمة، في احترام لتدابير التباعد الاجتماعي، ومع استعمال موزعات المعقم الكحولي. إثر ذلك، انتقل المواطنون المغاربة على متن حافلات معقمة نحو مؤسسة فندقية بمدينة العيون، حيث سيخضعون لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وسيوضعون في إطار العزل الصحي بهذه المؤسسة الفندقية وفقا للبروتوكول الصحي المعمول به. وأكد مدير مطار الحسن الأول، عبد الحميد العياسي، أن استقبال هؤلاء المغاربة العالقين جرى وفق مخطط استئناف نشاط مطارات المملكة الذي أعلن عنه المكتب الوطني للمطارات. وأوضح في تصريح للصحافة أن هذا المخطط يتوخى أولا حماية المسافرين والمستخدمين وكل مستعملي المطارات، واستعادة الثقة ومواكبة الاستئناف في أحسن الشروط، مضيفا أن هذا المخطط يروم تكييف مساطر الاستغلال مع الإكراهات المتصلة بتدبير الحالة الوبائية قصد حماية أمن المسافرين من خلال تطبيق التباعد الاجتماعي. ويتعلق الأمر أيضا حسب السيد العياسي بإرساء تباعدات مادية من خلال وضع واقيات بلاستيكية لاحترام التباعد الصحي في أماكن قارة من قبيل مكاتب التسجيل والإرشاد وقاعات الإركاب. وبشأن التحسيس والتوعية، أضاف أن المطار يعمد على نشر رسائل تتعلق باحترام إجراءات التباعد الاجتماعي عبر وصلات مسموعة ولوحات إخبارية. كما كشف أن ملصقات التشوير تبثت بالأرض على امتداد مسار المسافر بغية تنظيم طوابير الانتظار وضمان الانسيابية بمختلف فضاءات المطار. وأضاف السيد العياسي أن هذه المنشأة وفرت إجراءات قياس حرارة المسافرين من خلال كاميرات حرارية تمكن من المراقبة الاستباقية للحالات المحتملة. كما تم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي بمختلف فضاءات الانتظار بالمطار عبر ترسيم إشارات بالأرضية وتحديد المقاعد في مقعدين، إضافة إلى وضع موزعات المعقم الكحولي. وفي تصريحات للصحافة، أبدى عدد من المغاربة العائدين سرورهم بالعودة إلى الوطن الأم، معربين عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة الكريمة. كما أكدوا أن السفر تم في ظروف جيدة، منوهين بجهود القنصلية العامة للمملكة بلاس بالماس وعموم السلطات والمتدخلين في هذه العملية. وحطت ثلاث طائرات تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية قادمة من برشلونة بعد زوال أمس الإثنين بمطار وجدة - أنكاد، كانت تقل على التوالي 106 و 104 و 108 مواطنا مغربيا. وستعتمد جميع هذه العمليات نفس البروتوكول الصحي، حيث سيتم إجراء اختبارات للكشف عن الفيروس عند الوصول، فضلا عن الدخول في حجر صحي لمدة تسعة أيام في إطار المتابعة الطبية اللازمة، وذلك بغرض التأكد من أن المستفيدين لن يشكلوا خطرا على أنفسهم وعلى أسرهم وجيرانهم. وتندرج هذه العمليات، التي جاءت على إثر مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة أمام مجلس المستشارين، والتي أعلن خلالها الشروع في عمليات الإعادة، في صميم الإستراتيجية الشاملة المعتمدة في المغرب طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.