لماذا يا ترى يطالب سعد الدين العثماني كأمين عام لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة برفع الحجر الصحي عن المغاربة في بلاغ يصدر يوم الأحد، وهو يعرف أنه يوم الإثنين سيعلن في البرلمان عن تمديد الحجر على المغاربة لخمسة عشر يومًا إضافية ؟ التفسير الأول : يريد العثماني أن يقول أنه إذا تم تمديد الحجر الصحي عليكم فليس بسببنا نحن، فنحن في حزب العدالة والتنمية شددنا في بيان أصدرته أمانتنا العامة على الحاجة لرفع الحجر الصحي باعتباره ضرورة اقتصادية واجتماعية ونفسية. ولذلك فنحن بريئون من هذا التمديد الذي أصبح يضر بنفسيتكم واقتصادكم وحالتكم الاجتماعية. التفسير الثاني : لديه سبب ديني ويتعلق بعيد الفطر، وما يمثله من مناسبة روحية مهمة عند المغاربة والمسلمين بعامة. فهو يوم التزاور وإحياء صلة الرحم وفرحة الأطفال، والحزب الذي يعيش على تجارة الدين لا يريد أن يتحمل ضريبة منع المغاربة من فرحة الخروج يوم عيد الفطر لصلاة العيد وصلة أرحامهم. يكفي أن الحزب تضرر كثيرا من قرار إغلاق المساجد، المقرات الحقيقية للتنظيم، ولا يريد أن يتضرر أكثر من إجبار الناس على المكوث في بيوتهم يوم عيد الفطر. وإلا فإن رصيده كحزب يدعي المرجعية الإسلامية سينفذ قبل 2021. التفسير الثالث : يمكن أن يكون قرار رفع الحجر الصحي سيكون فعلا يوم 20 ماي كما كان مقررًا، ولذلك أراد الحزب الحاكم أن "يسبق الفرح بليلة" وأن يصدر بلاغًا يطالب فيه بذلك، حتى إذا جاء أمين الحزب ورئيس الحكومة إلى البرلمان يزف البشرى سيقال أنه هو وحزبه من كانوا وراء "تحرير" المغاربة من الحجر. وفي هذه الحالة سيقع الحزب الذي يقود الحكومة في تضارب مصالح فج، إذ كيف تطالب اليوم بشيء تعرف أنه سوف يتحقق في الغد ؟ في الاقتصاد يسمون هذا بجريمة المعرفة المسبقة. في السياسة لا أعرف ماذا يسمونه. أظن يسمونه التنوعير.