بعد أن أصبحت مجموعة من التنظيمات السياسية والجماعات مجرد أرقام ليس لها ما تقدمه للمجتمع، تحولت إلى كماشة تلتقط كل صيحة داخل المجتمع حتى لو كانت من باب التعبير عن شدة السكر ومحاولة تحويلها إلى وعي سياسي، وهو ما وقع مع تيفو "الغرفة 101"، الذي من شدة التباسه أراد كثير من السياسيين الركوب عليه واعتباره شعارا للتعبير عن الوعي السياسي لدى جمهور كرة القدم في مواجهة الدولة أو الاستبداد. لكن تبين أن من رفعه عن وعي تام لم يكن يقصد من ورائه أي غرض سياسي، بقدر ما كان يشير إلى رواية الكاتب البريطاني جورج أورويل في روايته "1984" التي تحدث فيها عن الغرفة 101 كرمز للتعذيب، وهي محاولة للقول لجمهور الوداد أن الرجاء يعذبهم خصوصا بعد الإشارة إلى المباراة التي فازت فيها الرجاء على الوداد بخمسة أهداف لواحد، مع الإشارة إلى صلاح الدين بصير الذي سجل ثلاثة أهداف متتالية. التيفو إذن تعبير عن مواجهة مشجعين لمشجعين، ورغم أنه ذو حمولة قدحية إلا أنه لا يتجاوز ما يتبادله المشجعون خلال مباريات كرة القدم، وكل من أراد أن يذهب به مذهبا آخر فهو مغرض ومتحامل. بأي حال من الأحوال لا يمكن تحميل جمهور الكرة أكثر مما يحتمل، وهو جمهور فيه السياسي وغير السياسي وفيه المهتم وغير المهتم، لكن داخل الملعب هو جمهور يشجع الفريق الذي يعشقه, وما على السياسيين سوى أن ينزلوا للشارع ويقدموا مشاريع تخدم المجتمع بدل انتظار أية صيحة ليركبوا موجتها دون أن يكونوا من صناعها. ولقد كثر هذه الأيام الركوب على الموجات مهما كانت، ويتم تسطيح كل فعل بل تأويله في اتجاه يخدم أهداف بعض السياسيين، الذين فشلوا في إيجاد موقع قدم لهم داخل المجتمع.