أكد رئيس مركز التفكير "نيجماروك"، محمد بادين اليطيوي، أن خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، جدد التأكيد على ضرورة تعزيز التكامل بين الجهات، الذي يبقى رافعة مهمة لترسيخ وحدة الأمة. واعتبر رئيس المركز المتخصص في أبحاث العولمة، ومقره العاصمة مكسيكو، أن رؤية جلالة الملك للجهوية المتقدمة تقوم على التكامل والتضامن بين الجهات من أجل إرساء اثني عشر جهة قوية اقتصاديا وماليا. وأبرز أن الجهوية المتقدمة أضحت ضرورية، أكثر فأكثر، وباتت أحد مفاتيح نجاح النموذج التنموي الجديد. وأشار الأستاذ بجامعة الأمريكتين بمدينة بويبلا إلى أن الجهوية لا تعني بأي شكل من الأشكال تنمية منفصلة لكل جهة، موضحا أن جلالة الملك شدد على أن التنمية الجهوية ينبغي أن تقوم على التعاون بين الجهات وعلى التكامل بينها، بحيث يتعين أن تتوفر كل واحدة منها، حسب إمكاناتها وخصائصها، على منطقة كبيرة مخصصة للأنشطة الاقتصادية، على الخصوص. وذكر الباحث الجامعي أن جلالة الملك شدد على أهمية الترابط على مستوى المغرب العربي، الفضاء الذي يفتقد للتماسك وللمشاريع المشتركة التي باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى. وأضاف أن جلالة الملك ندد ب"الجمود وضعف التنمية" في البلدان المغاربية الخمس، وشدد على العمق الإفريقي الكبير للسياسة الخارجية المغربية. وقال اليطيوي إن الإستراتيجية الملكية في إفريقيا أثبتت نجاحها بفضل طبيعتها المتعددة الأبعاد (الاستثمار والتجارة والثقافة والدبلوماسية الدينية والتعاون الأمني) منذ عشرين سنة، مبرزا أن الترابط الذي يتعين تطويره على مستوى البنى التحتية والتبادل بين إفريقيا جنوب الصحراء والأقاليم الجنوبية يوجد في صلب هذه الاستراتيجية.