أُسدل الستار، مساء أمس الاحد، على فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان "الاندلسيات الاطلسية"، الذي نظمته جمعية "الصويرة موكادور"، ما بين 31 اكتوبر المنصرم و03 نونبر الجاري.. وكان الجمهور الحاضر على موعد خلال حفل الاختتام، مع قامة فنية كبيرة تألقت في مجال الغناء الشعبي وفن الشكوري، ويتعلق الامر بالفنان بنعمر الزياني الذي اغنى الريبيرتوار الشعبي بأغاني خالدة يحفظها المغاربة على ظهر قلب.. مسك الختام، الذي نظم بفضاء ساحة "المنزه"، كان لحظة فارقة وصفها عبد السلام الخلوفي، المدير الفني للمهرجان، ب"لقاء السحاب"، حيث جمع بين الرائد الرائع بنعمر الزياني، شيخ الفن الشكوري المغربي، وعازف الكمان المتميز، والأيقونة المغربية ريموند البيضاوية. تفاصيل أكثر في شريط الفيديو التالي الذي أعده طاقم تليسكبريس: يشار إلى أن دورة هذه السنة من المهرجان كانت متميزة على صعيد برنامجها، وفية لأهمية الاختيار الذي سارت عليه هذه التظاهرة منذ بداية تنظيمها سنة 2003 بمبادرة من "جمعية الصويرة موغادور"، التي يرأسها اندري ازولاي مستشار جلالة الملك، خصوصاً فيما يتعلق بجمعها بين كبار ورموز الموسيقى الأندلسية، في شتى تعبيراتها المختصرة للمكونات والروافد المغربية. وتضمن برنامج دورة هذه السنة، التي استغرق برنامجها الموسيقي على مدى ثلاثة أيام، 15 حفلاً موسيقياً، تميزت باقتراح طبق فني متنوع وقوي المضمون، لبى انتظارات جمهور هذه التظاهرة، بمشاركة الفنانة سميرة أحمد التي اقترحت رحلة موسيقية اقتفت من خلالها أثر تاريخ الأندلس، والفنانة أسماء الأزرق التي قدمت على طريقتها الخاصة قصائد من الملحون اليهودي المغربي الذي يعبر الفضاءات والأجيال منذ غابر العهود. كما غنت الفنانة دليلة مسكوب للين مونتي وسليم الهلالي وسامي المغربي، ولأول مرة، قصيدة في مدح الرسول محمد، من نظم الشاعر اليهودي عيوش بنمويال الصويري. فيما شاركت كل من هناء الطك ولالة تمار وشيماء عمران في تكريم عازفة البيانو المغربية غيثة العوفير، التي تركت من الرباط بصمتها القوية على الموسيقى الأندلسية في المنطقة المغاربية. ويرى المنظمون أن هذا التكريم المخصص للنساء في دورة هذه السنة، يعكس المكانة المخصصة للشباب، باعتبارهم نجوما صاعدين، مسلمين ويهودا، مصممون على ألا يفرطوا في أي شيء مما خلفه لهم الذي يكبرونهم سنا. ويتعلق الأمر بإلياد ليفي وأنس بلهاشمي ويوحاي كوهين وصلاح الدين مصباح ويوحاي كوركوس وهشام دينار. وفتحت الزاوية القادرية أبوابها لإحياء أمسية سافرت بالجمهور خارج الزمن عبر التغني، بالعربية والعبرية، بأبرز قصائد تراث موسيقى الآلة. فيما تناغمت الفنانة مليكة الدمناتي المنصوري مع توجه المهرجان وروح الصويرة، فعرضت لوحات تحتفي ب"التعايش". يشار إلى أن تنظيم دورة هذه السنة من "الأندلسيات الاطلسية" تزامن مع اختيار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للصويرة ضمن شبكة "المدن المبدعة"، التي "تتخذ من الإبداع أساساً لتطورها في مجالات الموسيقى والفنون والحرف الشعبية والتصميم والسينما والأدب والفنون الإعلامية وفن الطبخ".