يعرض رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون السبت جدول أعماله الداخلي المتعلق بمجالات الصحة والتعليم والبنى التحتية في خطاب يلقيه في مانشستر بعد أن سعى لدحض تكهنات إزاء احتمال دعوته لانتخابات مبكرة. وبعدما حدد موقفه من بريكست مطالبا الاتحاد الاوروبي باتفاق جديد، قرر جونسون التركيز على برنامج عمله الداخلي واعدا خصوصا بزيادة عديد الشرطة التي تأثرت بسياسة التقشف في الموازنة المعتمدة منذ وصول المحافظين الى السلطة في 2010. لكن قادة الاتحاد الاوروبي رفضوا إعادة التفاوض على اتفاق جديد غير ذلك الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع بروكسل. ورئيس البلدية السابق للندن الذي تولى مهامه الأربعاء، كان قد وعد بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول مهلة 31 أكتوبر، باتفاق أو من دون اتفاق. غير أنه ركز في أيامه الأولى على رأس الحكومة، على أولويات داخلية بينها وعده الجمعة بإلغاء خفض كبير في قوة الشرطة، أ علن خلال عهد ماي. وتكهن المعلقون أن يكون جونسون يستعد للدعوة لانتخابات عامة، على أمل استعادة الغالبية المحافظة التي خسرتها ماي في انتخابات 2017. واستبعد جونسون "تماما" الدعوة لانتخابات مبكرة قبل أن تغادر بريطانيا التكتل الأوروبي. وخلال زيارة لمدينة برمنغهام بوسط إنكلترا الجمعة قال إن "الشعب البريطاني صوت في 2015 و2016 و2017". وأضاف "ما يريدوننا أن نفعله هو تحقيق المهمة التي أوكلوها، وهي الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر". وقال "لا يريدون انتخابات أخرى، لا يريدون استفتاء آخر، ولا يريدون انتخابات عامة". غير أن البريطانيين يمكن أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في حال اسقط النواب حكومة جونسون الجديدة في تصويت بسحب الثقة، سعيا لتجنب بريكست من دون اتفاق. حذر رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار من أن خروجا لبريطانيا من دون اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إيرلندا متحدة حيث سيطرح المزيد من الأشخاص في إيرلندا الشمالية "تساؤلات بشأن الاتحاد" مع انكلترا واسكتلندا وويلز. ويأتي ذلك بعدما أعلن جونسون ان اتفاق بريكست الحالي "غير مقبول" وبدأ التحضيرات لخروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق. وطالب خصوصا ب"الغاء" بند "شبكة الامان" المتعلق بالحدود الايرلندية، الامر الذي قوبل برفض مفاوض الاتحاد الاوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه. ونقلت صحف ووسائل إعلام عن فارادكار قوله الجمعة إن "الأشخاص الذي يمكن أن يوصفوا بالقوميين المعتدلين أو الكاثوليك المعتدلين الذي كانو راضين نوعا ما بالوضع القائم، سيفكرون أكثر بإيرلندا متحدة". وأضاف "وسنرى بشكل متزايد بروتستانت ليبراليين ووحدويين ليبراليين يطرحون تساؤلات بشأن المكان الذي يشعرون فيه بالارتياح أكثر". صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بغالبية 52 بالمئة، في استفتاء عام 2016 كشف في جزء منه عنه استياء كبير إزاء التفاوت الاقتصادي. وسيعرض جونسون السبت "رؤيته لإعادة التوازن إلى السلطة والنمو والانتاجية في أنحاء المملكة المتحدة" بحسب إعلان لدوانينغ ستريت قبيل الخطاب. وماي أيضا كانت قد وصلت إلى رئاسة الحكومة وسط وعود بمكافحة "التفاوت" الاجتماعي لكن طغت على أجندتها الداخلية مفاوضات بريكست وفشل محاولاتها إقناع البرلمان في التصويت لصالح الاتفاق الذي ابرمته مع الاتحاد الاوروبي بشأن الانفصال.