أبرزت صحيفة "لاإستريا" البنمية إشادة البابا فرانسيس بالمغرب كنموذج للتعايش والتسامح الديني وللتعاون بين المسلمين والمسيحيين، وذلك خلال الزيارة التاريخية التي قام بها قداسته للمملكة بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتطرقت الصحيفة البنمية، في هذا الصدد، الى دور جلالة الملك بصفته أميرا للمؤمنين، كضامن للتعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين. كما توقفت الصحيفة عند رمزية استقبال جلالة الملك محمد السادس للبابا فرانسيس لدى حلوله بمطار الرباط -سلا، مذكرة في هذا الصدد، بأن جلالته سبق أن رافق، حينما كان وليا للعهد، والده جلالة المغفور له الحسن الثاني في استقبال البابا يوحنا بولس الثاني لدى وصول الحبر الأعظم للمملكة في غشت من سنة 1985، في أول زيارة له لبلد إسلامي. وكتبت اليومية أن البابا فرانسيس زار العديد من البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة، لكن زيارته للمملكة، التي كانت من أوائل البلدان الإسلامية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان، "تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى قيادة جلالة الملك محمد السادس في إفريقيا وفي العالم الإسلامي". وسجلت "لاإستريا"، في السياق ذاته، الاهتمام الكبير الذي أولته وسائل الإعلام الدولية لزيارة البابا للمغرب باعتبارها "خطوة نحو الأمام على درب الحوار بين الأديان"، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن تواجد الكنيسة الكاثوليكية بالمملكة يعود لأزيد من ثمانية قرون. من جهة أخرى، أشار المنبر الإعلامي البنمي إلى أن البابا نوه بالعناية التي توليها المملكة للمهاجرين، وخصوصا الأفارقة، مذكرا، في هذا الصدد، بتسوية السلطات المغربية لوضعية الآلاف من المهاجرين، لاسيما من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار السياسة الإنسانية للهجرة، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة. كما ذكرت الصحيفة بمضامين الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال مراسم الاستقبال الرسمي لقداسة البابا فرانسيس بباحة مسجد حسان بالرباط، مبرزة رمزية هذا الفضاء الروحي والمعماري. وأشارت اليومية إلى أن جلالة الملك أكد في خطابه على الفلسفة التي ترتكز عليها سياسة الهجرة واللجوء التي اعتمدتها المملكة والتي تقوم على التضامن، وتنسجم مع الميثاق الدولي للهجرة، الذي تمت المصادقة عليه في 10 دجنبر الماضي بمراكش، كما شدد جلالته على أن "الدين بطبيعته يدعو إلى السلام، ويحث على استثمار الطاقات في معارك أكثر نبلا، بدل هدرها في سباق التسلح، وأشكال أخرى من التسابق الأعمى". وسجلت الصحيفة أن جلالة الملك، وبروح السلام والتضامن هاته، عمد إلى إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء واستجاب لطلبات العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، باستقبال شبابها في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. من جانب آخر، توقفت اليومية البنمية عند أهمية "نداء القدس" الذي وقعه خلال هذه الزيارة، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وقداسة بابا الفاتيكان فرانسيس، والذي أكد على ضرورة الحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، وأرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث.