أمام برلمانك، كرامة الوطن وكبرياؤه يتم هتك عرضها في هذا الشهر الفضيل بكل تفان وإخلاص من قبل آلة قمعية جائعة للحم البشري تنهش فيه بعصي وهراوات بكل قسوة، فهؤلاء الذين خرجوا للإحتجاج من مواطنين بسطاء وصحافيين وممثلين ومثقفين وأسر و أطفال وإطارات حقوقية وجمعوية كلهم خرجوا دفاعا عن شرف المُوَاطنة عن بكارة الوطنية الحقة فما بالكم تَقْتَصُّون منهم فرادى وجماعات ما ذنبهم؟
إنهم ينبهون ويعطون الإشارات ويدافعون عن شرف أطفال هذا الوطن الذين هم كذلك صناع الغد ومشعل طريق هذا الوطن الذي أصبح كالفأرة المجنونة التي تأكل أبناءها لقد استبيحت أجساد المحتجين للهروات ونزوات سادية في الرفس والركل كما استباح ذلك "السبليوني" شرف وعرض أطفال اغتُصِبوا في غفلة من ذويهم كان من المفروض أن تعقد لجنة العدل والتشريع بالبرلمان اجتماعا طارئا للنظر في القضية وهذا أضعف الإيمان لكن الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها كان لها رأي آخر هو اغتصاب الحق في التظاهر وفض الإحتجاج وهتك عرض حقوق الإنسان عن طريق هراوات الآلة القمعية التي أتت على الأخضر واليابس.
من هنا يظهر جليا أن المغرب لن يقلع عن عاداته القديمة رغم كل الدساتير المعدلة والمواثيق والبروتوكولات المصادق عليها والموقعة فدار لقمان ستظل على حالها، فَعَفْواً ياوطني...قطارك مازال معَطلا وعربات حقوقك ليست جاهزة للإقلاع سكتها يلزمها الكثير من العمل والإصلاح والنضال فاصبر وصابر فمواقيت الإقلاع مازالت تنتظر جاهزية ولياقة الكل من أجل إقلاع سليم له وجهان: إقلاع عن عادات القمع والدوس على الحقوق البائدة والتنكيل بالمواطنين في الإحتجاج السلمي وإقلاع نحو فضاء أرحب لممارسة كافة الحقوق الإنسانية والواجبات الحافظة لكرامة المواطن الإنسان وفق الأعراف والمواثيق الكونية فالإحتجاج السلمي هوأساسا رسالة يجب أن يتلقفها الجميع بصدر رحب وأن يتم البحث في أسبابها ومُسبباتها دون عنف واستعراض للعضلات بالعصي والهروات لأن كل ذلك لن يزيد إلا في خدش صورتك ياوطني في مختلف المحطات داخليا وخارجيا فَعفْواً ياوطني ،يؤلمني كثيرا أن أرى دماء مواطنين بسطاء لا حول ولا قوة لهم سالت على الإسفلت في هذا الشهر الأبرك دفاعا عن شرف أبنائك وهذه هي الرسالة التي وددت إيصالها إليك فعفوا ياوطني...