ابتليت بعض المنابرالمحلية الورقية والإلكترونية، ببعض الكائنات البشرية، التي لا تدري من أي طينة جبلت؟وأي حليب رضعت؟ وبأي جنس من مخلوقات الغاب تقمصت؟ ونسيت كل تلك الميزات التي وهبها الله لبني آدم وحواء! فأصبحت نسخة طبق الأصل لفصيلة تدب على أربع لبست لبوسها، وتحلت بأخلاقها، وكأنها في حفل تنكري لحيوانات كليلة ودمنة لابن المقفع ! التي لا يمكن لها بتاتا أن ترقى وتسمو إلى مصاف حكمائها، إذ الفرق شاسع وكبير، فهي بعيدة عن الحضارة ملايين السنين الضوئية، ولأنها وللأسف ترعرعت ونمت في برك راكدة ومستنقعات الذات! فأصبحت تخال نفسها ديناصورات بعقول متحجرة، همها الوحيد تمطيط الكلام بأسلوب الهرطقة! فقلقلها والرجفة التي تنتابها من حين لآخر، طموحها هو رمي الآخر بالجمرات، لأنه ببساطة ليس زحفطي ولا سحلي ولا يدب على أربع! فقط لأنه تقدم له الورود برمزيتها النباتية أو الإبداعية أو عربون محبة! أما المهرطقون فكبروا وترعرعوا في مستنقع الحقد، وبرك الغيرة العمياء الحمقاء ،وأشروا على انفصالهم الكلي عن أخلاقيات المهنة وأخلفوا الموعد مع الركب الإنساني المتحضر إذ تحولوا إلى آلة دمار تحرق القيم وتنسف كل الأعراف والضوابط المهنية، فيتأجج الحقد في عقل وفكر أسكارات ثقافة الدروب والأزق الضيقة التي لم تشفع لهم الشهادات، وكتب ومسارح وبهرجات الثقافة، والعولمة ومحطات البث الفضائية ولا الإليكترونية في تغيير نظرة المهرطقين إلى الحياة التي مرتكزاتها هي العلاقات الإنسانية، فإن فقدت معايير الإحترام تموت إلى الأبد الروابط الإنسانية وتصل قيمها التربوية والأخلاقية إلى الحضيض، ويتحول فيها المهرطق إلى وحش ضار ليس لجماحه ولطمعه حد! ونعلن علنا أن أسلوب الزحفطة وأقلام السحليات والهرطقة الجديدة سنكون لها بالمرصاد و تازا أييه تازا سيتي لن تتوقف أمام محطات الحقد والكراهية ومواقف الذات المريضة البزاقة! فنحن مؤتلفون بكل مامنحنا الله من حب وغيرة ونقاء روحي، وصفاء إنساني، وقافلة تازا سيتي تسير وتشق طريقها بإصرار رغم أنف المهرطقين... ------- خليل بورمطان للتوضيح : الهرطقة مصطلح كنسي يشير إلى رأي، أو فكرة مبتدعة، تتعارض مع معتقدات الكنيسة، أو النظام المرتبط بها، وقد كانت الكنيسة في وقت من الأوقات تعاقب المهرطقين بالنفي والتعذيب أو حتى بالموت، وتقوم الكنائس الآن أحيانًا بطرد المهرطقين!