افتتحت، اليوم الاثنين بطنجة، فعاليات النسخة الخامسة من المؤتمر الدولي حول تحليل المخاطر والتعاطي مع الأزمات تحت شعار "الاقتصاد الناشئ، مخاطر،تنمية التقنيات الذكية"، بمشاركة مجموعة من الخبراء المغاربة والأجانب في مجال تحليل المخاطر. ويعتبر هذا الحدث العلمي ،المنظم لاول مرة على الصعيدين الافريقي والعربي وذلك من طرف المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة والمؤسسة المغربية للتنمية والابتكار التكنولوجي ومختبر التقنيات المبتكرة، فرصة لتبادل الأفكار في مجال البحث العلمي وإقامة فرص التعاون ومناقشة الابعاد النظرية والتطبيقية في تحليل المخاطر والتعاطي مع الأزمات. وأكد رئيس مختبر التكنولوجيا المبتكرة عبد الواحد اليحياوي، متحدثا بهذه المناسبة،أنه تم اختيار المغرب لاستضافة هذه التظاهرة المهمة ضمن ترشيحات اخرى من القارات الخمس ، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة والمغرب العربي، استنادا الى الخبرة التي راكمتها المملكة في تحليل المخاطر، ونجاعة نظامها الاقتصادي في مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية الأخيرة والدور الرئيسي الذي تضطلع به المملكة في أفريقيا كبلد محوري للاقتصادات الناشئة على صعيد القارة. وأضاف في هذا السياق، أن اللقاء العلمي ،الذي يلتئم بطنجة ليومين ،يهدف إلى طرح الحلول الممكنة لتدبير المخاطر بشكل أفضل وأنجع ، وتبادل الخبرات والتجارب الرائدة في مجال تحليل المخاطر، واتاحة الفرصة امام الفعاليات والباحثين المغاربة لتطوير خبراتهم ومعارفهم التقنية والعلمية في هذا المجال ومواكبة الدينامية التي تعرفها مدينة طنجة، بعد إطلاق مشاريع كبرى، بما في ذلك برنامج طنجة الكبرى . واشار الى انه تم اختيار حوالي 77 بحثا علميا من ضمن المئات من البحوث تمثل 20 دولة للمشاركة في هذا الحدث، بعد عملية انتقاء علمية صارمة، وتلامس هذه المواضيع "المخاطر الاقتصادية والمالية"، و"تقييم المخاطر البيئية والصحة العمومية والضمان الاجتماعي"، و"دور التقنيات الذكية في تقييم وتحليل المخاطر"، و"تدبير مخاطر الخدمات اللوجستية "و" الإرهاب والمخاطر السياسية ". وأبرز أوليفييه سالفي رئيس فرع المعهد الوطني للبيئة الصناعية والمخاطر في فرنسا،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن تحليل المخاطر وتدبير الأزمات مهم للغاية في الوقت الحاضر لإدارة التنمية الاقتصادية بمختلف الدول وحتى تكون هذه التنمية مستدامة وتضمن حماية الاشخاص والبيئة،مشددا على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لتدبير المخاطر المتعلقة بتنمية وتطوير التقنيات الجديدة وتكنولوجيا النانو. ودعا الخبير الفرنسي المغرب الى الاستفادة من عمل وبحوث الجامعات، خاصة منها كلية العلوم بطنجة والمعهد الوطني للعلوم التطبيقية ليتبوأ موقع الريادة على مستوى المنطقة في مجال تدبير المخاطر، مشيرا إلى أن اختيار طنجة لاستضافة هذا الحدث العلمي الكبير ليس من قبيل الصدفة بل تمليه الدينامية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها جهة طنجةتطوان حاليا مع إطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية وجاذبيتها القوية للاستثمار، والتي تشكل ،من وجهة نظره ،فرصة لجعل مدينة طنجة نموذجا وطنيا ودوليا. وأعرب، في هذا السياق، عن استعداد المؤسسة التي يمثلها لتقاسم الخبرات و التجارب مع فرق البحث المغربية، لتمكين المملكة وبشكل أسرع من الاستفادة من الممارسات الجيدة في مجال تدبير المخاطر وحماية البيئة، مشيرا إلى أن التحديات الرئيسية المطروحة حاليا تتمثل في طرق تدبير المخاطر المرتبطة بإدخال التكنولوجيات الجديدة وقضايا التنمية والابتكار وتحسين آليات السلامة في مجال الصناعة، من خلال تطبيق الممارسات الجيدة المعمول بها دوليا. ومن جانبه ،استعرض محمد علي خليفة، ممثل البنك الإسلامي للتنمية آليات التمويل الإسلامي المسخرة لإدارة المخاطر البنكية ، مشيرا إلى أن التمويل التشاركي هو مجال واعد ويثير اهتمام العديد من البلدان، كحل للمشاكل التي تواجه طرق التدبير المالي الكلاسيكي ودعم الاستقرار المالي الدولي. ويتضمن برنامج التظاهرة، المنظمة بتعاون مع ولاية طنجة وبدعم من الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة،عرضا لعميد كلية متعددة التخصصات بتطوان حول "التفاعل بين مقاربة ترشيد المالية وقياس القيمة المعرضة للخطر"، إضافة الى مداخلات أخرى لخبراء من الصين وبريطانيا وألمانيا حول مواضيع المخاطر البيئية وصحة الإنسان، والضمان الاجتماعي والمخاطر المرتبطة بالمعاملات البنكية.