لم يكن محمد العروشي وهو ابن لضابط عسكري يحلم وهو يلعب إلى جانب أبناء حي " الجماعة " بمرشان أن يصير رجلاً ديبلوماسياً متألّقاً بفضل مشواره المتميّز. ولم يكن ينتظر وهو طفل يقضي جزءاً من طفولته بحي " أمراح " بالمدينة القديمة أن يصبح أحد ركائز الدبلوماسية الرّسمية بأوربا، وبالضبط بعاصمة القارّة العجوز، بعدما تم تعيينه مؤخّراً من طرف إدارة صلاح الدين مزوار قنصلاً عامّاً بستراسبورغ. وُلد محمد العرّوشي بمدينة طنجة سنة 1962، تلقّى تعليمه الابتدائي بمدرسة أم البنين بحي " درادب " ومدرسة أمراح، قبل أن يحصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية ابن الخطيب سنة 1982. والتحق بعدها بجامعة محمد ابن عبد الله بفاس، حيث حصل على الإجازة في اللغات الحيّة ( إنجليزية ). إلتحق محمّد العروشي بالعمل بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون سنة 1988، وأبرز قدراته على العمل المستمر وكفاءاته في التعاطي مع الملفات المحالة عليه، واستطاع أن ينتزع ثقة كبار المسؤولين بالخارجية، ليتم تعيينه فوراً رئيساً لمجموعة من الأقسام، أبرزها قسم الجامعة العربية. ومع استمرار عطائه وحسن تعامله مع الملفات المعروضة عليه، تقرّر إلحاق العروشي بمجموعة من التمثيليات الديبلوماسية المغربية خارج أرض الوطن، كالقنصلية العامة بنيويورك، ثمّ الممثلية الدّائمة بالأمم المتّحدة بواشنطن، قبل أن يتم تعيينه في شهر شتنبر 2014 قنصلا عامّاً للمملكة بستراسبورغ وقائماً على أعمالها بمجلس أروبا. وحسب ما يدور داخل الأوساط الدبلوماسية، فإن ما ينتظر العروشي على رأس الدبلوماسية الرسمية بستراسبورغ ليس بالهيّن بعدما استطاع البرلمان المغربي أن يكتسح مجلس أروبا وهي ثاني أهم مؤسسة سياسية بالقارة العجوز ويقنع أعضاءها بمتانة النموذج المغربي، لذلك فإن الجزائر ضاعفت من تمثيليتها وحضورها بستراسبورغ من أجل " غرض في نفس يعقوب ". ولكل هذا تتمنى أسرة طنجة نيوز النجاح لابن مدينتها والذي هو نجاح أمة بأكملها، متمنين له التوفيق في مساره، الذي يؤكد على دور عاصمة البوغاز في صنع دبلوماسيين أكفاء نظير عدد من الأطر، نذكر من بينهم محمد العمراني وصلاح الدين مزوار.