انطلق مساء أمس الاثنين بتطوان الملتقى الرابع عشر لمدارس الفن بالبحر الأبيض المتوسط بمشاركة مدارس ومعاهد الفنون الجميلة من سبعة بلدان متوسطية، وبعزيمة قوية لإحياء هذه التظاهرة بعد توقف دام ست سنوات. وأبرز المنظمون أن هذا الملتقى، الذي يشكل جسرا بين مختلف بلدان وثقافات المتوسط، يسعى لأن يشكل منصة لتقاسم التجارب بين فناني المنطقة. وأكد المهدي الزواق، مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، المحتضن للملتقى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفكرة تكمن في "العمل على التجسير بين الثقافات ودعم الفهم المتبادل، إلى جانب تشجيع التبادل بين الباحثين والأكاديميين في مجال الفنون الجميلة من مختلف بلدان المتوسط". من جانبها، اعتبرت كريستين هيريرو، نائبة رئيس معهد التبادل الثقافي بالمتوسط، الشريك في التنظيم، أن استئناف تنظيم الملتقى، والذي جاء بمبادرة من السيد الزواق، يروم إحياء الدينامية الفنية بين بلدان المتوسط، لأنه بات من الضروري إرساء مجالات تعاون وتآزر بين هذه البلدان. وقالت السيدة هيريرو إن تنظيم الملتقى يشكل أيضا رسالة مفادها أنه "مهما حصل، ومهما كانت الظروف والسياقات، تعتبر الثقافة لحمة تضامن، وهو تبادل يمكن أن يتم عبر الموسيقى أو الفنون، لأنها لغة عالمية عابرة للحدود". واعتبرت أن اختيار المغرب لاستئناف تنظيم الملتقى الذي توقف بسبب الأحداث التي شهدتها بلدان المنطقة جاء بالنظر ل "سعي المغرب إلى المساهمة في بث دينامية في حوض المتوسط". وأضافت أن المغرب "معروف بهذا التوجه، أخذا بعين الاعتبار أبعاده المتعددة حول الفن"، مبرزة أن المغرب بلد "استثنائي في مجال الإنتاج الفني، وهو إشعاع يمكن أن ينطلق من المغرب لبث زخم إبداعي ببلدان الشرق الأوسط وأيضا غرب أوروبا". وتميز افتتاح الملتقى بالتوقيع على اتفاقيتي تعاون بين المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان مع المعهد الفرنسي بالمغرب، ومع مدرسة الفنون الجميلة بجامعة "إيكس - مرسيليا" من جهة أخرى. وتروم الاتفاقية الأولى إلى إعادة هيكلة شعبة التصميم (الديزاين) والقصة المصورة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وإحداث مكتبة للفنون بالمعهد الفرنسي بالرباط. وأضاف السيد الزواق أن هذه المكتبة ستشكل "واجهة رائعة لأعمال الخريجين والشباب المبدعين بالمعهد"، موضحا أن الاتفاقية تهم أيضا استمرار تقديم دعم المعهد الفرنسي للمنتدى الدولي للقصص المصورة الذي بلغ دورته الثالثة عشر، والذي مكن مدينة تطوان من أن تصبح منصة لهذا الفن على المستوى الإفريقي. بينما تهم الاتفاقية الثانية تبادل بعثات الطلاب والأستاذة بين المؤسستين، ووضع الخبرة الفنية والتقنية لجامعة إيكس - مرسيليا رهن إشارة معهد تطوان، وإحداث تكوين يؤهل للحصول على شهادة مشتركة في سلكي الماستر والدكتوراه. واعتبر السيد الزواق أن من شأن هذه الاتفاقية أن "تساهم في تطوير أكبر للعلاقات مع فرنسا، وخاصة جامعة إيكس مرسيليا، وإحداث جسور جديدة بالتعاون مع بلدان أخرى". وخلص إلى أنه مع اختتام الملتقى، الذي سيتواصل إلى غاية الجمعة المقبلة، سيتم تنظيم معرض جماعي لأعمال ثمانية ورشات (النحت، الرسم، النمذجة، التصوير، السينوغرافيا، فن الجداريات، الفن الرقمي، القصة المصورة) والتي ستجري أطوارها طيلة أيام الملتقى.