يشكل تخليد أسرة الأمن الوطني، يوم غد الأربعاء، لذكرى تأسيسها ال62 مناسبة للاحتفاء بمؤسسة وطنية أثبتت مهنيتها العالية وتفانيها المتواصل في سبيل الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين. وتحظى هذه المؤسسة، التي تأسست في 16 ماي 1956، باحترام وتقدير كافة المغاربة، فضلا عن الشركاء الدوليين في مجال التعاون الأمني مع المملكة، بالنظر لما أبانت عنه من نجاعة وفعالية في مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة، وحفظ النظام، وحماية أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، وما تتمتع به من مهنية كبيرة وحس عال في الالتزام والتضحية في سبيل الثوابت والقيم المقدسة للأمة، تحت قيادة الملك محمد السادس. ويتم في الذكرى السنوية لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني استحضار الدور المهم والتضحيات الجسام التي يقوم بها عناصر الأمن الوطني بدون ملل ولا كلل في سبيل الحفاظ على طمأنينة المواطنين وأمنهم وسلامة ممتلكاتهم، وهي الأعمال الجليلة التي جعلت أسرة الأمن الوطني محل إجماع. وتجسيدا لمفهوم شرطة القرب والشرطة المواطنة، ووعيا منها بأهمية الانفتاح، خصصت المديرية العامة للأمن الوطني استراتيجية متكاملة للقرب والتواصل والتفاعل، وكذا خطة عمل شاملة ومندمجة، بهدف تعزيز هذا التوجه من خلال مقاربة تشاركية ترتكز، بالأساس، على حكامة أفضل والتكيف مع الحاجيات الحقيقية في مجال الأمن. وفي إطار هذا الانفتاح، تم في شهر شتنبر الماضي، تنظيم أيام الأبواب المفتوحة الأولى للمديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار "الأمن الوطني .. التزام ووفاء"، التي تضمن برنامجها لقاءات تواصلية وتفاعلية، حيث تقاطر الزوار بأعداد كبيرة من كل مناطق المملكة، بغية الاطلاع عن قرب على المهام والأدوار التي تقوم بها مختلف وحدات الأمن ، والتجهيزات والوسائل الحديثة التي تستعملها خلال أداء واجبها. كما نظمت بالمناسبة عروض شيقة قدمتها الفرقة المركزية للتدخل السريع والفرقة النسوية للدراجين وفرقة الخيالة ومصلحة ترويض الكلاب، والتي نالت إعجاب الحضور الذي غصت به جنبات قاعات العرض طيلة أيام هذه التظاهرة. وضمت أروقة المعرض مجموعة من مرافق ومصالح المديرية العامة للأمن الوطني، كشرطة الخيالة وترويض الكلاب البوليسية والتوظيف والتكوين، وخدمات مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، والتشخيص بالرسم التقريبي والأبحاث الجنائية وحماية الأحداث والنساء ضحايا العنف، وأمن وسلامة الحدود، والمحافظة على النظام والسلامة الطرقية. وترتكز منجزات وخدمات المديرية العامة للأمن الوطني حول عناصر أساسية تتمثل في مواصلة تحديث البنيات الأمنية وتقريب الشرطة من المواطنين، وتنفيذ مخطط عمل في مجال زجر الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن، والتدبير الإداري والتكوين الشرطي وإرساء آليات التخليق، فضلا عن تبسيط الخدمات الأمنية وتدعيم التواصل والانفتاح وتعزيز آليات التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية. وتحيي أسرة الأمن الوطني، في ذكرى تأسيسها، احتفالات بمختلف المناطق الإقليمية للأمن بجهات المملكة، يتم خلالها إبراز العناية التي يوليها الملك محمد السادس لأسرة الأمن الوطني، والدور الحيوي الذي يضطلع به رجال الأمن في السهر على أمن وطمأنينة المواطنين، فضلا عن الإنجازات التي تحققت في مجال الحفاظ على الأمن. كما تجدد العهد، بحلول هذه الذكرى، على مواصلة أداء واجبها بنفس الروح المتفانية والانضباط والتعبئة واليقظة العالية والالتزام التام بسيادة القانون والتشبث الراسخ بمقدسات المملكة وثوابتها، ومعها أيضا يجدد المغاربة امتنانهم وتنويههم بما تبذله من تضحيات جسام، ويتزايد إعجابهم وفخرهم بما تحققه من نجاحات استباقية لمكافحة الجرائم بمختلف أنواعها وإشاعة الطمأنينة. ولعل النجاعة التي برهنت عليها مؤسسة الأمن الوطني في ميدان الوقاية وتفكيك شبكات الإرهاب والإجرام، وبسرعة فائقة خلال السنوات الماضية، خاصة من خلال تدخلاتها الاستباقية، خير دليل على ذلك.