تصاعدت التحذيرات من تزايد حالات التسمم الغذائي في صفوف المواطنين خلال العطلة الصيفية، لا سيما بعد تسجيل حادثة تسمم غذائي جماعي بمدينة مرتيل. والخميس الماضي، تعرض ما لا يقل عن 21 شخصا بمدينة مرتيل، الى تسمم ناجم عن تناولهم وجبات غذائية ملوثة في أحد المطاعم، مما استدعى نقلهم إلى مستعجلات مصحة النهار بالمدينة ذاتها. وعلى إثر هذه الواقعة، قررت السلطات الأمنية إغلاق المطعم مؤقتا، وفتح تحقيق في ملابسات ما جرى، كما تم أخذ عينات من أطعمة ومواد المطعم لإجراء تحاليل مخبرية لتحديد سبب التسمم. وتكرر حالات التسمم الغذائي بشكل كبير، خلال فصل الصيف، موازاة مع ارتفاع النشاط السياحي وزيادة في تناول الطعام خارج المنزل، مما يجعل من سلامة الأغذية قضية حيوية. وأعربت الجامعة الوطنية لحماية المستهلك عن قلقها البالغ من تكرار هذه الحوادث التي تهدد صحة المواطنين والسياح على حد سواء. داعية في بلاغ لها الجهات المسؤولة إلى اتخاذ إجراءات صارمة وفورية لضمان جودة وسلامة الأغذية المقدمة في المطاعم وأماكن تناول الطعام. ونبهت الجامعة إلى ضرورة إلزام جميع العاملين في قطاع الأغذية بالخضوع لدورات تدريبية متخصصة في سلامة الغذاء والحصول على شهادات تثبت كفاءتهم في هذا المجال. كما طالبت بتطبيق المراقبة الصحية نصف السنوية لكل العاملين في المطاعم ومنافذ بيع الأطعمة لضمان عدم وجود أي تجاوزات قد تهدد صحة المستهلكين. وأشار البلاغ إلى أهمية تفعيل المرسوم 65-554، الذي يلزم الأطباء بالتبليغ عن حالات التسمم الغذائي، وذلك لتتبع الوضعية الصحية والتعرف على مسببات التسمم بفعالية أكبر. وأكدت الجامعة أن تفعيل هذا المرسوم سيساهم بشكل كبير في تحسين الرقابة الصحية والحد من حالات التسمم الغذائي. ودعت الجامعة الوطنية لحماية المستهلك أيضًا إلى تشديد الرقابة على المطاعم وأماكن بيع الأطعمة، بما في ذلك إجراء تفتيشات دورية ومفاجئة للتأكد من التزامها بالمعايير الصحية. وطالبت بتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تتسبب في فقدان الثقة بقطاع المطاعم وتضر بسمعة السياحة في المغرب. كما شددت الجامعة على ضرورة توعية المواطنين بأهمية اتباع معايير السلامة الغذائية عند تناول الطعام خارج المنزل، من خلال حملات توعية إعلامية وبرامج تثقيفية. ودعت المستهلكين إلى التبليغ عن أي مخالفات صحية يلاحظونها في المطاعم وأماكن بيع الأطعمة، لضمان سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة.