شكل موضوع "قضية الصحراء المغربية، المكتسبات الدبلوماسية والتحديات الجيوسياسية" محور ندوة وطنية، نظمت اليوم السبت بالمدرسة العليا الأستاذة بمرتيل، بمشاركة برلمانيين ومنتخبين من الأقاليم الجنوبية وخبراء وأساتذة جامعيين وطلبة باحثين. وتروم هذه الفعالية الأكاديمية، المنظمة من طرف جامعة عبد المالك السعدي وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، التعريف بالمكتسبات التي حققها المغرب على مختلف المستويات والمشتريات بخصوص القضية الوطنية الأولى. كما يروم اللقاء تكوين جيل جديد من الشباب والطلبة الباحثين والخبراء المتمكنين من المعارف القانونية والدبلوماسية والاستراتيجية حول قضية الصحراء المغربية، بغاية تعزيز الترافع الاكاديمي والعلمي دفاعا عن القضية الوطنية بناء على مرتكزات علمية واعتمادا على على المعايير والمواثيق الدولية. ويسعى هذا اللقاء العلمي، الذي عرف مشاركة ثلة من أعيان وشيوخ قبائل الصحراء المغربية ومنتخبيها، إلى تمكين طلبة جامعة عبد المالك السعدي من الأدوات القانونية والعلمية للترافع الاكاديمي عن قضية المغرب الأولى، وإطلاعهم على التطورات الإيجابية سواء على الصعيد الدبلوماسي أو البرلماني أو القانوني. وأبرزت العروض المقدمة في هذه الندوة الأسس القانونية والتاريخية لمغربية الصحراء، ومدى إرتباط نظام الحكم الذاتي بمبدأ تقرير المصير وفقا لقواعد وأعراف القانون الدولي، وأوجه الملاءمة والتقاطع بين نظام الحكم الذاتي والمعايير الدولية في مجال حقوق الانسان، هذا إلى جانب إبراز المكتسبات الدبلوماسية التي حققها المغرب على صعيد القضية الوطنية والتحديات الجيوسياسية والتحولات الاستراتيجية التي يشهدها مسلسل التسوية في قضية الصحراء المغربية. وقالت عميدة كلية العلوم القانونية والاقتصادية بتطوان مارية بوجداين، أن تنظيم هذه الندوة، يأتي في سياق مجموعة من اللقاءات التي تتوخى تمكين طلبة جامعة عبد المالك السعدي من الأدوات القانونية والعلمية لقضية وطنية تهم المغاربة جميعا. وأضافت بوجداين، في تصريح له، أن الندوة تسلط الضوء على المكتسبات الدبلوماسية التي حققها المغرب، ومن أهمها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، مما مهد الطريق وشجع عدة دول على سحب الاعتراف بجمهورية الوهم، كما سارت دول لها وزن في الخريطة الجيوسياسية على المنوال ذاته، من قبيل إسبانيا وهولاندا والبرتغال. وشددت بوجداين، على أن ما يعزز اعتراف الدول بسيادة المغرب على صحرائه، هو مسلسل فتح القنصليات بالاقاليم الجنوبية، وتبني الدول لمواقف واضحة وصريحة. من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محمد الصباري، أن هذه الفعالية الأكاديمية تناقش موضوعا ذي أهمية كبرى، في محفل أكاديمي وعلمي رصين، وما ميزه أيضا حضور شيوخ وأعيان ومنتخبين من الأقاليم الصحراوية المغربية. وأضاف النائب البرلماني عن دائرة كلميم واد نون، أن مؤسسة البرلمان تلعب دورا كبيرا وهاما في الدبلوماسية البرلمانية من أجل الترافع عن القضية الوطنية، والمكرسة دستوريا قبل كل شيء، مشيرا الى أن البرلمان المغربي ساهم في تحقيق المنجزات والانتصارات الديبلوماسية قاريا ودوليا، انتصارا لقضية المغرب المقدسة. أما رئيس جماعة الداخلة الراغب حرمة الله فأكد في تصريح مماثل، أن مدينة الداخلة أضحت قطبا دبلوماسيا مهما يحتضن عددا من القنصليات التابعة لبلدان شقيقة وصديقة، ومركزا اقتصاديا واعدا وبوابة للمغرب على عمقه الإفريقي لتعزيز التعاون جنوب – جنوب. وأضاف الراغب حرمة الله، وهو أيضا رئيس شبكة المنتخبين الشباب الافارقة، أن منتخبي الأقاليم الصحراوية المغربية يضطلعون بدور مركزي في الدبلوماسية الموازية، مشددا على أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية حدود، بل هي قضية وجود للامة والدولة المغربية ملكا وحكومة وشعبا.