حياتك منهكة، تعمل طوال اليوم وحين تعود إلى المنزل هناك عشرات الأمور العالقة التي عليك التعامل معها، وعليه حين تجلس للراحة إما أن تنام خلال مشاهدتك التلفزيون أو حين تذهب إلى السرير للنوم فتتذكر أنك لم تغسل أسنانك لكنك لا تملك الطاقة الكافية للذهاب إلى الحمام والقيام بهذه المهمة. أو قد تكون من النوع الذي يتكاسل ويقرر أنه لا يريد أن يغسل فمه قبل النوم. أطباء الأسنان ينصحون بغسل الأسنان مرتين في اليوم الواحد مدة دقيقتين كاملتين لكل مرة، فماذا سيحصل في حال لم تلتزم بهذه التعليمات؟ ما أسوأ ما قد يحصل داخل الفم؟ أسوأ ما قد يصيبك هو التهاب اللثة. المشكلة أن الأعراض لا تظهر في بداية الالتهاب لكنها تظهر حين تصبح الحالة متقدمة، وهي نزيف اللثة عند فرك الأسنان، واحمرار اللثة وتورمها وحساسيتها الزائدة، والرائحة الكريهة أو الشعور بطعم كريه، وظهور فجوات بين اللثة وسطح السن. التهاب اللثة سيجعلك تفقد أسنانك عاجلاً أو آجلاً، ما يعني عملية زراعة مكلفة جدًّا. لكن هناك جانبًا إيجابيًّا لهذه الصورة المظلمة، وهو أن قيامك بغسل أسنانك مرة واحدة يشكل عامل حماية إلى حد ما من التهاب اللثة، والسبب هو أن تراكم البلاك الذي يؤدي إلى التهاب اللثة يحتاج إلى 24 ساعة، وعليه في كل مرة تغسل أسنانك خلال هذه الساعات فأنت تؤخر المحتوم. لكن هذا لا يعني أنك لن تصاب بالتسوس، بل في الواقع إصابتك بتسوس الأسنان أمر مؤكد خصوصًا إن كنت تغسل أسنانك في الصباح فقط. بطبيعة الحال رائحة الفم ستكون كريهة جدًّا، وحتى لو حاولت إخفاء الرائحة بالعلكة أو سكاكر النعناع فإن الأمر لن ينفعك. علاقات غريبة بين أعضاء الجسم.. بينها النوم بالعين والصوت بطول الجسم! صباحًا أو ليلاً.. أيهما أسوأ؟ الضرر هو نفسه؛ فإن كنت تغسل أسنانك ليلاً فقط فإن الميكروبات والبكتيريا ستنمو في الفم خلال النهار وبعد تناول كل وجبة خصوصًا بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر حينها ستشعر بتلك المادة اللزجة على الأسنان التي لا تسبب الراوئح الكريهة فحسب، بل تساهم في تسوس الأسنان لاحتوائها على الأحماض. وفي حال كنت تغسل أسنانك صباحًا فقط فأنت تمنح البكتيريا الفرصة للنشاط خلال ساعات النوم، وعليه فإن المادة اللزجة نفسها ستتكون وستمنحها الفرصة لإصابة أسنانك بالتسوس ولاحقًا التهاب اللثة. الأشياء الأكثر غرابة على الإطلاق التي يمكنها أن تسبب الحساسية الصورة المريعة لما يحصل داخل فمك البكتيريا تنمو على بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، وهي تتكاثر بسرعة قياسية. تخيل ملايين البكتيريا تنتقل بين الأسنان واللثة وفي كل مرة تأكل فيها الطعام أو تشرب فيها العصائر فأنت تقدم لها وليمة تتغذى عليها؛ لتكون طبقة لزجة مقززة. هذه الطبقة تخلق الأحماض التي تهاجم مينا الأسنان حتى تنخرها. الأمر لا يتوقف هنا، فإن كان تنظيف الأسنان بالفرشاة فقط دون تنظيف بالخيط يترك ملايين الجراثيم داخل الفم؛ فتخيل عددها حين لا تقوم بغسل أسنانك! وما هو مريع حقًّا هو أنك في كل مرة تتناول فيها الطعام فأنت عمليًّا تمزجها مع بقايا أخرى عالقة في أسنانك. الأمر أشبه بتناول الطعام بشوكة أو ملعقة متسخة بشكل مقزز.