تعيش سلطات سبتة ومعها مليلية الخاضعتين للإحتلال الإسباني على أعصابهما، وذلك على إثر تهديد جديد أطلقه أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي المتطرف، وجّهه للسلطات الإسبانية، وذكر بشكل أكثر تحديدا مدينتي سبتة ومليلية. هذا التهديد هو السادس من نوعه، الذي يوجهه التنظيم الإرهابي للسلطات الإسبانية. ودعا الظواهري في فيديو بث على مواقع تهتم بقضايا الإرهاب، كل أتباعه إلى القتال ضد الإسبان الذين وصفهم بالمحتلين، ومغتصبي الثغرين المغربيين. وسائل الإعلام المحلية اهتمت بالموضوع، ووضعت الخبر على صدر صفحتها. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "شعب سبتة" أن الفيديو الذي بثه الظواهري هو بمثابة تحذير إلى الذين يستهينون بقدرات تنظيم القاعدة، الذي بدأ أفول نجمه يخفت، بعد تنامي أعمال غريمه تنظيم داعش، الذي أزال القاعدة من المشهد الإعلامي، وإستقطب معظم مقاتليه. وأضافت ذات الصحيفة التي تصدر من سبتة، أنه وحسب وثائق رسمية حصلت عليها من المحكمة الوطنية، فإن "داعش" و"القاعدة" يتفقان لأول مرة على خطط لإسترجاع مدينتي سبتة ومليلية من إسبانيا، و"إرجاعهما إلى حظيرة الإسلام" . صحيفة "شعب سبتة" ذكرت أيضا، أنه سبق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أن نشر فيديو في النصف الثاني من سنة 2015، هدد فيها إسبانيا عبر أحد قادة الكتيبة المدعو "أبو النور الأندلسي"، معلنا "أنهم سيسترجعون بلاد الأندلس من أيدي المرتدين". وفي نفس الفيديو، أطلق "أبو النور الأندلسي" بلغة إسبانية سليمة، نداء لمن أسماهم بأبناء بلده من المسلمين "للإتحاد من أجل القتال"، وحثهم على ترك نسائهم وأبنائهم، لأن "إخوتنا في الجهاد يحتاجوننا". وسبق لتنظيم داعش أن أصدر فيديو آخر تهديدي سنة 2006، جاء سنتين بعد هجمات مدريد الإرهابية لسنة 2004، ذكر فيه الثغرين المحتلين، وأشار إليهما بشكل صريح . وتتسائل الصحف الإسبانية التي أولت الخبر أهمية كبيرة، فيما إذا كانت الأيام المقبلة، هي الفيصل للتأكد مما إذا كان للتنظيم المتطرف القدرة على جعل الهجوم الجديد حقيقة أم مجرد فقاعة إعلامية .